منزل التوبة القسم الرابع ثم المنزل الثالث المحاسبة

منزل التوبة القسم الرابع ثم المنزل الثالث المحاسبة

بسم الله الرّحمن الرّحيم وصلى الله على محمد واله الطاهرين قد ذكرنا فيما سبق دروس متعددة من كتاب منازل السائرين للمرحوم الخواجه عبدالله الأنصاري ذكرنا باب اليقظة وهو المنزل الأول من منازل هذا الكتاب ثم دخلنا في مباحث التوبة وهو المنزل الثاني لكن هذا المنزل هو الأوسع والأكبر منزل من منازل هذا الكتاب وهناك تقسيمات حول التوبة من تعريف ومن اسرار ومن لطائف الى اخر ما هناك بقي سطر من سطور هذا الباب وسوف نلحق الباب الثالث أو المنزل الثالث من منازل هذا الكتاب وهو منزل المحاسبة أما ما بقي من مباحث التوبة فقوله: ولا يتمّ مقام التّوبة الّا بالانتهاء الى التوبة مما دون الحقّ ثمّ رؤية علّة تلك التّوبة ثمّ التّوبة من رؤية تلك العلّة. هذا أخر ما ذكره الخواجه في مباحث التوبة هو سطر واحد ولكن لهُ معاني خفية عالية فلنتوجه اليها. يقول لا يتم مقام التوبة الا بالانتهاء الى التوبة مما دون الحق, هذه الجملة تفيدك على أن للتوبة مراتب. المرتبة الدانية ثم المتوسطة ثم العالية ونحن في هذا المطلب نريد أن نشرح و نوضح المرتبة العالية من مراتب التوبة نريد أن نبين توبة خاص الخاص لهذا ان رأيت كلام عميق في باب التوبة فاعلم ان هذا الكلام يخص التوبة العالية. الخواجة يقول لا يتم مقام التوبة الا بالانتهاء. التوبة مما دون الحق بمعنى هناك مراتب في توبة التائب قد يتوب في حالة دانية ثم ينتقل الى حالة اعلى الى التوبة مما دون الحق بمعنى هذه التوبات المتعددة التي تصدر من التائب عندما يخشع ويخضع حالاً بعد حال فيرى توبته التي مرّت ومضت هي توبةً ناقصة لا بدّ من أن يكملها بتوبةً اكمل لهذا هو ينتهي من دانِ الى عالِ الى أن يصل في توباتهُ وإناباتهُ و خضوعاتهُ الى اللّٰه سبحانه الا أن يصل الى نفس الحقّ جلّ وعلا فما دون الحق توبات غير كاملة هي توبات ناقصة أمّا اذا وصل الى الحقّ ورأى قلبه وحقيقته عند ذلك يقف في الحق لماذا لأن معنى التوبة الرجوع الى اللّٰه سبحانه. التوبة هي الانابة والرجوع الى اللّٰه فلا بد من أن يرجع في مراتب توبته يرجع شيئاً فشيئاً الى أن يصل الى المقام الأعلى ويرى الحق في ذاته ويتجلى له الحق ثم يقول ثم رئيت علة تلك التوبة بمعنى التائب في سيرهُ الروحي والمعنوي يجب أن يعرف كيف ينتقل من مرتبة دانية الى مرتبة عالية كيف ينتقل اذا لم يعرف العلة والسبب في أنه ينتقل من مرتبه دانية الى مرتبة اعلى كيف ينتقل؟ فاذن لابد أن يعرف العلل والأسباب في انتقاله من توبةً الى توبةً الى الحق سبحانهُ ثم يقول التوبة من رؤيت تلك العلة عجيب هذا الكلام أنظر الى دقة هذا الكلام يقول يتوب العبد توبة بعد توبة وينتقل من مرتبة الى مرتبة الى أن لا يرى في نفسهُ توبة بمعنى التوبات التي عملها في الماضي هذه توبات شخصية نفسية وهو كان يكافح وهو كان ينتقل بمعنى يرى انانية نفسه في ما فعله في ما سبق اذن لابد أن يتوب من توباته التي سبقت لا بد أن يتوب من اسباب التوبة اذا تمكن وتوجه في أن هذه المراتب من التوبة التي كان يفعلها في السابق هي كانت تصبر وتحدث من نفسه لا من اللّٰه سبحانهُ اذن لابد أن يتوب منها لابد أن يخرج من هذه الأسباب الداخلية النفسية ليرى اللّٰه الحاكم المطلق في أفعاله وأعماله و توجهاته ونظراته متى يتمكن من أن يرى اللّٰه ولا غيره عندما يخرج من كل ما تاب ولا يرى لما فعله من انابة وتوبة وخضوع وخشوع وبكاء وحنين و أنين في ليله ونهاره و أوقاته وساعاته كل هذا في مافعله من الماضي حتى ولو طال الزمن لا بد من أن يخرج منها وأن يمحو من نفسه ما فعله يقول أنا لم افعل ذلك هذا هو اللّٰه الذي وفقني فيرى فعل اللّٰه لا يرى فعل نفسه هذا مشكل جدا مشكل ليس كل شخص يستطيع أن يفعل هذا على كل حال ينتهي الخواجة ما ذكرهُ من مباحث التوبة الى أن التائب لابد من ان يصل الى مرتبة بحيث لايرى توبتهُ ولا يرى الأسباب والعلل في ما مضى بل يرى حكم اللّٰه يرى فعل اللّٰه يرى قضاء اللّٰه يرى اللّٰه في كل شيء هذا بالنسبة الى مباحث التوبة واما المنزل الثالث فهو منزل المحاسبة قال اللّٰه عز وجل (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ) قلنا دئب الخواجة في كل منزل يذكر اول البحث اية من القرآن وهذه الاية عندما يذكرها في اول كل منزل يريد أن يسمي الباب باسم كلمة من كلمات اللّٰه في القرآن الكريم فعندما يسمي هذا الباب بالمحاسبة يقول اتقو اللّٰه ولتنظر نفس ما قدمت لغد ولتنظر نفس بمعنى يحاسب الانسان نفسه لما قدمت لغد وهو يوم القيامة فاذا النظر في ما يفعله الانسان هو أن ياخذ من نفسه الحساب ويحاسب ما صدر من نفسه حاسبوا قبل ان تحاسبوا موتوا قبل أن تموتوا اذن لابد من هذه المحاسبة لمن يريد الوصول الى اللّٰه سبحانه. علماء الأخلاق يذكرون أن للسالك امور أربعة يلتزم بها بكل يوم من ايام عمره اولا المشارطة ثم المراقبة ثم المحاسبة ثم المعاقبة اما المشارطة اذا اصبح الصباح يشترط على نفسه بأنه هذا يوم جديد يانفسِ عليكِ أن تلتزمي بهذا البرنامج البرنامج لابد أن يكتبه في ورقة أو في ذهنه أنه ماذا يريد من هذا النهار من هذا اليوم ماذا يريد أن يفعله من أفعال واعمال ينظمه في ورقة ويكتبه وبعد ذلك يقول لنفسه يانفسِ هذا برنامج عملك في هذا اليوم هذا لا يكفي طبعا المشارطة عند الصباح لا تكفي لابد من مراقبة هذا الجدول لابد من مراقبة هذا البرنامج الذي دونه وكتبه بيدهُ ما يفعله ساعة بعد ساعة من ساعات يومه الى أن ينام فالمراقبة ايضا مهمة كالمشارطه ثم قبل النوم يأتي ويحاسب نفسهُ في ما فعله هل هناك مخالفة صدرت منهُ ام لا هل هو اتى بما نظمه في المنهج وفي الجدول هل هو حقيقة اتى بها ام خالف منها المخالفة كيف هي هل مخالفة بتاتاً لم يعمل العمل الذي فرضهُ على نفسه يعمله في النهار هل أتى بها أو اتى بها ناقصة فهذا يريد له محاسبة على كل هذا فاذا عرف في اخر محاسبته أنه نعم في هذه الساعات التي مضت لم يعمل بموجب هذا المنهج و قصر من المنهج بقي عليه أفعال فلا بد أن يتداركها أو اتى بها مخالفة لما كان في المنهج بمعنى اتى بمعاصي بذنوب فلا بد من محاسبة اذا لم يحاسب كيف يعرف انه نقص منه اشياء كيف يعرف النقص من الكمال اذا لم يحاسب فلا بد من المحاسبة وايضا لا بد من المعاقبة بمعنى افرض مثلا عرف بأنه هذه الليلة لم يصلي صلاة الليل ماهو الشيء الذي يجبرهُ على أن يتدارك مافاته لا بد من ان ينبه و يأدب نفسه بانه كيف يتدارك الماضي فاضافةً من تنبيه ما مثلاً يدفع صدقة مال للفقير او مثلاً يصوم النهار مثلاً في لم يصل يعود ويصوم النهار من اجل لماذا مثلاً فات عنه صلاة الليل وهكذا أمثلة اخرى لا بد من جريمة ومعاقبة وتنبه للنفس الامارة حتى تتنبه هذه النفس ولا تكرر مافعلته من خطايا ومخالفة في ماسبق فهذه الامور الأربعة مشارطة مراقبة محاسبة ومعاقبة بالنسبة للمحاسبة يقول الخواجة انما يسلك طريق المحاسبة بعد العزيمة على عقد التوبة والعزيمة لها ثلاث اركان نشرح هذه الجمله قولهُ يسلك طريق المحاسبة بعد العزيمة على عقد التوبة بمعنى أنهُ اذا تاب مما فعله سابقاً ورجع اليه سبحانهُ بعد العزم على التوبة الحقيقية الكاملة يأتي دور المحاسبة بمعنى لا يكفي أن يتوب ويترك الأمور انما لابدّ من محاسبة بعد تلك التوبة والعزيمة لها ثلاثة اركان أحدها أن تقيس بين نعمته وجنايته نسأل نقول كيف نعزم على مافعلنا من توبة ثم نحاسب مافعلنا وأعمالنا العزم وهو الثبات على التوبة بحيث تظهر اثارها على أعمالنا وافعالنا اولا أن نقيس بين نعم اللّٰه وما قمنا به من مخالفات بمعنى من جهة أن المنعم جل وعلا هو اللّٰه أنعم علينا بنعم كثيرة لابد من شكرها لابد من أن نقوم بالطاعة والعبادة للّٰه ومن جهه أخرى هذه النفس الأمارة تصدر منها ذنوب ومخالفات فهذه المخالفات لا تتناسب مع شكر المنعم جل وعلى لا تتناسب اذن لابد من محاسبة لابد من مقايسة بين خطايانا وتقصيراتنا وبين هذا المنعم الجليل الذي من علينا بنعمه كيف نحاسب كيف نرى تقصيرنا في مافعلنا من اي باب ندخل يقول انت تحتاج الى ثلاث عوامل العامل الأول نور الحكمة العامل الثاني تميز ما للحقّ عمّا عليك العامل الثالث أن تعرف ان كل طاعة رضيتها فهي عليك وكل معصية عيرت بها أخاك فهي اليك هذه عوامل ثلاثة لابدّ من أن نشرح هذه العوامل الثلاثة أحدها ان تقيس بين نعمته وجنايتك وهذا يشكل على من ليس له ثلاثة أشياء المقايسة هذه اذا انت لم تجد بنفسك هذه العوامل الثلاثة لايمكنك أن تقايس أو تحاسب لايمكنك لابد من هذه الاسباب او العوامل الثلاثة نور الحكمة هو الاول سوء الظن بالنفس هو الثاني تميز النعمة من الفتنة هو الثالث بمعنى للمحاسب نفسه أن يوجد في نفسه نوراً من حكم اللّٰه سبحانهُ بواسطة هذا النور المعنوي الداخلي يمكن أن يعرف ويدرك المولى في نعمه ويمكنه ايضاً ان يعرف تقصيراته ومخالفاته فلا بد من نور العلم ونور الحكمة أن يتمكن من التميز والتشخيص هذا هو العامل الأول العامل الثاني سوء الظن بالنفس اذا انت لم تسئ في ظنك بنفسك وتقول ان اعمالي صالحة وانا حسن الظن بافعالي وأعمالي مقبولةعند الله تعالى فكيف تحاسب كيف تتمكن من معرفة السيء من الحسن فلا بد من أن تسيء الظن بنفسك حتى تتمكن من التشخيص والتميز ثم يقول العامل الثالث تميز النعمة من الفتنة الفتنة بمعنى الافتتان والامتحان الالهي وقد يسمى هذا الافتتان بالاستدراج قال سبحانهُ (سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ) بمعنى ربّما اللّٰه سبحانه وتعالى يعطيك من نعم كثيرة من اموال كثيرة من اولاد من مقامات من مناصب وتصبح انت رجل اما في الثروة رجل ملياردير في الاموال والثروة وفي العلم علامة وفي الاولاد صاحب اولاد وزوجات كثيرة هل هذه النعم حقيقة نعم او هي نقمة او هي فتنة فلا بد من ان تعرف ان هذه التوسعة في الرزق وفي المال وفي العيال وفي الاولاد هل هذه هي امتحان وفتنة واستدراج ام هي واقعاً هي نعم ليست من هذا الباب هي لطف من اللّٰه ولطف منهُ سبحانهُ في انت من نعم طريقة معرفة النعمة من النقمة انك اذا هذه الاموال وهذه الثروة وهذا الرزق الذي بين يديك اذا كنت انت تخمسها وتطهرها وتشكر على النعمه شكراً كثيراً وترى النعمه من اللّٰه لا من نفسك هذا يكون غير استدراج اما اذا لا أنتَ ترى نفسك في رفاهية ولكن اعمالك اعمال غير شرعية مستقيمة اعمال فيها مخالفات و جنايات ومعاصي فهذا مع وجود هذه النعم يصبح هذا عذاب عليك ونقمة عليك فلا بد من ان تنتبه اذن لابد من تميز النعمة من النقمة والفتنة فالعزم على التوبة قُلنا يحتاج الى ثلاثة اركان الركن الاول قُلنا ان تقيس بين النعمة وجناية النفس بين المنعم جل وعلى وما يصدر من جنايات وتقصيرات وذنوب من نفسك وقُلنا في ما سبق ان المقايسة بين الالطاف والنعم الالهية وجنايات النفس هذه المقايسة تحتاج الى نور إلهي وسوء الظن بالنفس وتميز النعمة من الفتنة هذا ما اردنا ان نوضحهُ ونذكر في الامر الاول او بتعبير الخواجة الركن الاول من اركان العزيمة واما الركن الثاني يقول الثاني تمييز مال الحق عمَا لك ومنك فتعلم أن الجناية عليك حجة والطاعة عليك منّة والحكم عليك حجّة ماهو لك معذرة. الركن الثاني من اركان العزيمة على عقد التوبة التي هي مقدمة للمحاسبة ان تميز ما للحق عمَا لك او منك هناك نسخة اخرى تقول الثاني تميز ما للحق عمَا عليك بمعنى بدل كلمة لك كلمة عليك اولاً نأتي ونشرح ونوضح هذه الجملة أن المحاسب لابد من أن يعزم ويرسخ في نفسه موضوع تمييز ماعليه وما لهُ. ماعليه بمعنى من مضرات ومفاسد تضرهُ ما لهُ بمعنى ما لهُ من منافع وامور تقربهُ الى اللّٰه سبحانهُ وتعالى و تنفع دنياه واخرته فاذا المحاسب لم يميز بين ما عليه وبين ما لهُ كيف يريد أن يتقدم في التقرب الى اللّٰه هذا الأمر امر ضروري تمييز ما للحق عمَا لكَ مال الحق بمعنى ماتفعلهُ للّٰه سبحانهُ بمعنى بنية خالصة صافية طاهرة بحيث أن هذا العمل الذي صدر منك هو للّٰه سبحانهُ لا للأغراض النفسية ولا للرياء ولا للسمعة ولا للدنيا ولا للاخرة انما هي خالصة للّٰه سبحانهُ. أن تميز ما للحق عمَا لكَ بمعنى عما فعلتهُ لكَ اغراض شخصية لكَ لا للّٰه ( هنا يريد له بصيرة ويريد تمييز وطهارة في النفس بحيث أن الإنسان يمكنهُ أن يميز بين ما يرائي وبين ما يخلص للّٰه ) تميز مال الحق عن مالك او منك هذه كلمة او منك ( انا افهم هذه الكلمة منك بمعنى مايصدر منك لغيرك بمعنى تارة الانسان يأتي باعمال وأفعال عبادية يأتي بها لنفسه مثلا الصلاة من يصلي صلاتهُ اليومية او الفرائض هذه يأتي بها لنفسه هو مُكلف في هذه الأعمال لابد من أن يصلي فرض الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء هذه الصلاة للانسان لكن من انت تدفع صدقة لفقير دفعك صدقة لفقير هذا منك لغيرك ليس لك بعد هذا انت تأتي بخيرات وتعطيه للناس الفقراء وتقوم بعمل معونات اجتماعية فكلمة منك ايضا هنا يريد لها تمييز انهُ هذا الذي صدر منك لغيرك هذا من اي سبب هل للسمعة والرياء ام للّٰه سبحانهُ اذا توفقت في هذا التمييز والتشخيص عند ذلك تعلم ان الجناية عليك حجة والطاعة عليك منّة والحكم عليك حجة. الأمر الاول عندما يحصل عندك بصيرة والتمييز الروحي والمعنوي سوف تعرف الجناية بمعنى عندما ترتكب جناية وذنب ومعصية سوف تعرف ان هذا يصبح عليك حجّة يوم القيامة عند اللّٰه لان اصبح لديك تمييز نوراني التمييز النوري هذا يجعلك تفهم ان ما تصدر من نفسك من ذنوب هذه سوف تصبح حجة عليك الامر الثاني الطاعة عليك منه بمعنى سوف تعرف ان ما يصدر منك من حسنات هذه كلها منه وفضل من اللّٰه ليس منك فضل من اللّٰه فضل عليك ( لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ) ( عندما كانو يأتون الى النبي ص ويقولون نحن مسلمين ونحن كذا نزلت الاية من السماء ( لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم) اللّٰه الذي هداكم فاذا الطاعة سوف تعرف ان هذه الطاعة منهُ من الله سبحانهُ والأمر الثالث ان الحكم عليك حجة ماهو لك معذرة بمعنى أنتَ ليس لديك معذرة تعتذر عند الله سبحانه وتعالى هناك اية في القرآن تقول ( بَلِ الْانْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَة وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ) بمعنى كم ما يعتذر هو بصيرة انه هذا عذره غير مقبول بمعنى كان باستطاعته ان يكون احسن من هذا في الماضي قبل موته كان يستطيع ان يتحول الى حالات حسنة الى صلاح ويغير نفسه وان الله لا يغير ما بقوم الا يغيروا ما في انفسهم فلا بد ان تترك العذر وترى اللّٰه سبحانهُ هو الحاكم عليك و هذه الحكومة من اللّٰه لمن الملك اليوم للّٰه الواحد القهار الحاكم يوم الدين هو اللّٰه سبحانهُ وتعالى يوم القيامة فالحاكم الله سبحانه وتعالى هو حجة عليك يحتج على مافعلته من اعمال في عمرك في الدنيا فلا بد ان يكون لك جواب و ليس لك اي معذرة لان اللّٰه سبحانهُ وتعالى قد اتم عليك الحجج والبراهين ارسل الانبياء والكتب السماوية والعلماء وكل سُبل الهداية من اللّٰه سبحانهُ وتعالى هيأ لكَ كل ما تتمكن من ان تهدي نفسك بهذه السُبل (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ) اذن المُقصر الوحيد هو الانسان فلا يرى الا ان الحاكم هو اللّٰه سبحانهُ وتعالى وهو يحتج على الانسان فلا بد من ان يُحاسب نفسهُ ويطهر نفسه من الرذائل والسيئات حتى يتقرب الى اللّٰه سبحانهُ وتعالى فنتيجة ما قلناهُ ان المحاسبة لا تحصل الا بالعزم والثبات على الامور التي طرحناها وشرحناها أّلَحٌمَدِلَلَهِ أّوِلَأّ وِأّخَرأّ وِظّأّهِرأّ وِبِأّطّنِأّ وِصٌلَ أّلَلَهِ عٌلَى مَحٌمَدِ وِأّلَهِ أّلَطّيِّبِيِّنِ أّلَطّأّهِريِّنِ

منزل-الثانی-التوبه

جدول المحتويات