2- منزل التوبة قسم الثالث

2- منزل التوبة قسم الثالث

بِّسمَ أّلَلَهِ أّلَرحٌمَنِ أّلَرحٌيِّمَ
أّلَحٌمَدِلَلَهِ ربِ أّلَعٌأّلَمَيِّنِ وِصٌلَ أالَلَهِ عٌلَى مَحٌمَدِ وِالهِ أالَطّيِّبِيِّنِ الَطّاهِريِّنِ

اللهم صل على محمد وال محمد
نحن الان في بيت الزهراء أو بالأحرى في مركز مؤسسة التوحيد في الحوزة العلمية في قم المقدسة ونتابع دروس منازل السائرين ولقد ذكرنا في باب التوبة وهو المنزل الثاني من منازل هذا الكتاب الشريف ذكرنا في ما سبق شرائط التوبة الثلاثه ثم ذكرنا أسرار التوبة وهي ثلاثه ثم ذكرنا لطائف من التوبة وهي أيضا ثلاثة فوصلنا الى اللطيفة الثانية وبعد اتمام هذه اللطائف الثلاثة يبقى من باب التوبة درجات التوبة الثلاثة…….. وهي التوبة العامة…….. والتوبة الخاصة أو الأوساط ثم……… توبة خاص الخاصة وهي الدرجة الأخيرة والثالثة من مراتب التوبة. فالباقي من لطائف التوبة اللطيفة الثانية و اللطيفة الثالثة أما اللطيفة الثانية فهي أن تعلم أن طلب البصير الصادق سيئته لم يبقي لو حسنه بحال لأنه يسير بين مشاهدة المنّة وتطلب عيب النفس والعمل. نقول في توضيح هذه اللطيفة ان السالك الى الله عندما يكون في حالة الصدق والبصيرة وعندما يطالب سيئاته يعني يتعمق في ما فعله من سيئات ومعاصي يتأمل فيها يفكر فيها عند ذلك لم يبق له حسنة بحال من الأحوال لماذا؟ لأن كل تفكيره وكلّ همّه أنّه فعل سيّئات وأن نفسه هي النفس الامارة بالسيئات أذن فهو طالما في هذه الحالة يفكّر في سيئاته أكثر مما يفكر في حسناته بل لم يبق له حسنة من الحسنات ثم يقول الدليل على ذلك أن هذا مثل هذا السالك في هذه الحالة يسير بين مشاهدة المنّة وتطلب عيب النفس والعمل. المنّة يعني المنة الالهية الفضل الالهي هو في هذه الحالة حالة التوبة و الانابة الى الله والتفكر في سيئاته هذه حاله يطلب منه أن يرى فضل الله في عفوه ومحوهُ للسيئات. اذن فهو بين الرجاء والخوف من جهة يرجو الله في منه وفضله وكرمه وعفوه ورحمته ومن جهه أخرى يخاف من عقاب الله وعذابه حيث أنّه يرى عيوب كثيرة لنفسه وتقصير كبير في أعماله فهو عندما يفكر في عيوب نفسه وما عمله من سوابق سيئة كل هذا يجعله أن يسير بين عفو الله وبين عقاب الله بين الخوف والرجاء. هذه لطيفة من لطائف التوبة. اللطيفة قلنا بمعنى الخفية بمعنى السر يعني طالب التوبة والانابة طالما هو في حالة الانابة والرجوع الى الله وطلب العفو والمغفرة منه سبحانه هو في هذه الحاله يتطلب هذه الحالة يجعله أن يفكر في هذه اللطائف في هذه الخفاية من توبته وانابته الى الله سبحانه وتعالى فمن جهة يجعله بين الخوف والرجاء وهذه لطيفة تحصل من ممارسته للتوبة والرجوع اليه سبحانه وأما اللطيفة الثالثة هي أن مشاهدة العبد الحكم لم تدع له استحسان حسنة ولا استقباح سيئة لصعوده من جميع المعاني الى معنى الحكم. المقصود بكلمة الحكم هو حكم الله وقضائه في ما يصدر من العبد من أفعال. من لطائف التوبة اذا تعمق التائب في أسرار ومعاني توبته يرى أن الحكم منحصر في الله سبحانه فهو الحاكم المطلق في جميع اموره فلو تعمق في توبته يحصل عرفان في هذا المعنى الخفي ولطيف وهو ان الحكم والقضاء لله وحده فاذا كان كذلك فاذن كيف يستحسن حسناته كيف يستقبح سيئاته طالما هو لا يرى الا الحكم لله في ما فعله وفي ما صدر منه حيث أنه لا يرى حاكم سوى الله سبحانه وتعالى محيط به وفي فعاله وفي أفكاره وفي ما يفعله من صغيروكبير من حسنة وسيئة كل ذلك بقضاء من الله وتدبيره وهذا المعنى طبعا معنى خفي ولطيف وجداً هو أمر سري لا يفهمه ولا يدركه الا الخواص من اهل التوبة. الخواص هم الذين لا يرون أثراً ومؤثر غير الله سبحانه في هذا العالم الكبير اذن فكيف يستحسن حسناته وكيف يستقبح سيئاته؟ ثم يقول الدليل على ذلك لصعوده من جميع المعاني الى معنى الحكم. يعني مثل هذا العبد السالك المتعمق في امور رجوعه وتوبته وانابته الى الله انه بروحه قد صعد وعرج الى الله هذا الصعود وهذا العروج يجعله أن لا يفكر في غير حكومة الله سبحانه فهو من جميع الأمور والمعاني ينتهي الى الحاكمية المطلقه لله عز وجل فاذا وصل الى هذا الحكم بحيث أنه لا يرى أثرا ومؤثر سوى الله سبحانه لا مؤثر في الوجود الا الله وهذا طبعاً معنى عميق من المعاني العرفان العملي. أذن فالسالك التائب في توبته وخضوعه وخشوعه وتضرعه وانقطاعه الى الله اذا وصل الى هذا السر والمعنى العرفاني التوحيدي بحيث لا يرى مؤثر في الوجود الا الله فلا يرى لنفسه أي اثر من سيئاته أو حسناته ويرجع الى الله في جميع أموره انا لله وانا اليه راجعون هذا ما أردناه أن نذكر في لطائف التوبة. أما الدرجات الثلاثة للتوبة يعني هناك توبة لعوام الناس وهناك توبة للمتوسطين في السير والسلوك الى الله وتوبة اخرى للخواص من السالكين …. أما التوبة العامة يقول توبة العامة لاستذكار الطاعة فانه يدعو الى ثلاثة أشياء الى جحود نعمة الستر و الامهال ورؤية الحق على الله ولاستغناء الجبروت والتوثبِ على الله نشرح هذه الكلمات نقول توبة عامة الناس هذه التوبة لاستكثار الطاعة يعني التائب المبتدي في توبته عندما يباشر في الطاعات والعبادات هذه العبادات تجعل في نفسه أمر مهم وكثيرا يعني مثلا افرض قام في اخر الليل لصلاة الليل أو لعبادات واجبة من فرائض يومية وغيرها ومن مستحبات لاطاعة لله في أوامره هذه الاطاعة التي تشمل جميع الواجبات والمستحبات هذه الطاعةعندما تكثر فالمبتدي في هذا الطريق يرى طاعته لله امرا كبيراً وكثيراً وهذا الاستكثار يدعو الى ثلاث أشياء الأول جحود نعمة الستر والامهال. يعني التائب المبتدي عندما يريد أن يتدارك ذنوبه فيشتغل بالطاعات والعبادات بحيث أنه يرى عبادته أمرا مهماً هذا يوجبه أن يجحد نعمة ستر الله وامهاله لماذا؟ لأنه هو مشغول بعباداته وطاعاته فلا يرى مكر الله لا يرى امهال الله لا يرى ستر الله يرى عباداته يعني يتعبد لله وهذه العبادات توجب اثرا في نفسه يعني عندما افرض يصلي صلاة الليل مكان أن تصغر نفسه وان هذا النفس تخضع لله بالعكس هذا العبادات توجب في نفسه كبرا و جحوداً لستر الله ومكره وامهاله لا يفكر بان هذه العبادات كلها تزول عنه ويعود الى حالة أخرى. فيجب أن يتوسل بالله ولا يرى عباداته. هو ما يفكر في هذه الأمور هو يرى هذه العبادات. هذا هو الأمر الأول واما الأمر الثاني من عواقب توبة العامة أنه يرى حقاً على الله سبحانه في مافعله من توبة يعني اذا قام بعبادة وطاعة وصلاة الليل ومستحبات وواجبات يرى حقاً على الله كيف يرى حقاً على الله ؟ يعني يطالب الله ويقول له ياربي انا فعلت كذا وكذا ولا بد أن تفعل كذا وكذا يعني يجعل حق على الله انظر الى هذه الجرئة يعني جرئة كبيرة بحيث يطالب من الله أنه بلي أنا افعل كذا وكذا وأريد منك كذا وكذا. انت عبد انت الله خلقك الله وجدك انت ماذا بأنه تجعل الحق في رقبت الله سبحانه وتقول لله انت لازم كذا وكذا تفعل؟ فهذه طبعاً توبة ابتدائية ليست توبة حقيقية الأمر الثالث من عواقب توبة العامة الاستغناء الذي هو عين الجبروت والتوثب على الله يوجد بعض ناس عندما يتوبون ويقومون بايتاء عبادات كثيرة تعبدات وزهد وكذا فهذا بعد العمل الصغير من عبادة يتحول الى جبل كبير انه انا فعلت كذا وكذا فيستغني من الله سبحانه ويتوكل على عباداته واعماله الشخصية وهذا طبعا جبروت الاستغناء الذي هو عين الجبروت والتوثب على الله يعني انت تأتي بتوبة بحيث انه تستغني من الله سبحانه وتعالى وترى العباده عبادة شخصية نفسية ولم تتوجه في هذه العبادات الى الله بل ترى العبادات امر عظيما في نفسك الواقع انه هذا يتحول الى جبروت نفساني وتوثب واستكبار على الله سبحانه الخالق العظيم المتعال هذا بالنسبة الى توبة العامة وأما توبة المتوسطين من السالكين توبة الأوساط من استقلال المعصية وهو عين الجرئة و المبارزة ومحب التزين بالحمية والاسترسال للقطيعة توبة السالك المتوسط أنه يرى استقلال في ما ارتكبه من المعاصي اذا قايسنى توبة المبتدئين وتوبة المتوسطين مع توبة الواصلين الى الله مع توبة الخاصة التي سوف نشرحها في ما بعد هذه المقايسة يجعلك أن تتفهم المعاني أكثر كنا نبحث حول توبة المتوسطين يقول توبة الاوساط من استقلال المعصية الاستقلال هنا بمعنى القلة مقابل الكثرة المتوسط من السالكين يرى ذنوبه ومعاصيه امرا قليل حقير في مقابل رحمة الله وعفوه وغفرانه …. السؤال هنا…. هل تحقير التائب لذنوبه امر مطلوب أو غير مطلوب الخواجة عبد الله يقول أن هذا امر غير مطلوب وهذا يختص بالمتوسطين لأن الذين هم درجتهم درجة عالية بالتوبة لا يفكرون في مثل هذا الأمر يرون مافعلوه أمرا كبير المتوسط من التائبين اذا استقل معصيته وراه قليلاً امام عظمة الله ورحمته فهو في خطأ لماذا … لأنه تفكيره في توبته في مثل هذا عين الجراة والمبارزة لماذا لانه عندما يستقل ذنوبه فهو في ما بعد يتجرأ على ان يذنب ذنوبا غيرها ويبارز ويحارب الله في ما نهاه عنه هذا بالنسبة للأمر الأول او الداعي الأول او الحاصل الأول من محصولات هذه التوبة الثاني … محو التميز بحمية التزيين. بحمية ما المراد من الحمية؟ يعني هو يحمي نفسه. الحمية يعني الحماية عن ما صدر من نفسه فاذا هو استقل وراقب قليلا ذنوبه يتجرأ على ان يفعل اكثر من الذنوب ثم يحمي نفسه بسبب هذه التوبة المتوسطة ويتزين بهذه الحماية الحماية لنفسه بسبب ارتكابه للذنوب الحماية هذا من انه يرى توبته توبة عظيمة وهذه التوبة التي تظهر في نفسه ظهورا ظهور كبرياء وظهور نفساني هذه يجعله في ان يحمي نفسه مما ارتكبه. ثم الاسترسال للقطيعة المراد بالقطيعة هنا قطيعة من العبوديه لله يعني توبته هذه لا يوجب انقطاعاً كاملاً من الذنوب بل حيث يراها كبيرة في نفسه يسترسل ويستمر في قطيعة عبوديته لله سبحانه المهم أن الخواجة يريد أن يبيّن لك أن التوبة العامة والتوبة المتوسطة اتينا التوبتين ليست مهمتين للعبد السالك ويجب أن يعبرعنهما الى المرتبه الثالثة من مراتب التوبة وهي التوبة الخاصة من السالكين فماهي هذه التوبة الخاصة؟ يقول توبة الخاصة من تضيع الوقت فأنه يدعو الى درك النقيصة و يطفئ نور المراقبة ويكدّر عين الصحبة الخواجة يقول أن توبة الخواص من تضيع أوقاتهم يعني بعد أن اذنبوا ذنوباً وارتكبوا معاصي ثم اشتغلوا بالتوبة هؤلاء يرون في أنفسهم انه قد اضاعوا عمرهم وأيامهم ولياليهم واوقاتهم في المعاصي والذنوب و هذا امر كبير وعظيم للسالك الخاص من السالكين. لماذا تضيع الوقت في مخالفة الله يوجب توبة عاليهة لأنه عندما يرى هذا التائب أنه قد ضيع عمره ووقته في امور كان يجب عليه أن يتركها ولا يرتكبها فهذا التضيع للعمر يلزمه أن يتداركها كيف يتدارك يتدارك النقيصة مامعنى النقيصة يعني أنه النواقص مما فاته يجب أن يجبرها بكمالات عندما يفكر في تضيع عمره هذا التفكير يوصله الى أن يتدارك نواقصه الماضية وايضاً مثل هذه التوبة يسبب أن يطفئ نور المراقبة لأنه عندما يفكر في ما مضى من عمره في الملاهي والمعاصي مثل هذا الأنسان التائب يقول لنفسه يانفس أنت أطفئت نور مراقبة الله بسبب ما ارتكبت من ذنوب ومعاصي وهذه طبعاً توبه عالية. مثل هذا الشخص يفكر في عواقب اعماله وافعاله لا في ظاهرها فقط بل يفكر فيما ترتب عليه من اثار سيئة و أبعده عن الله سبحانه واطفاء نور الله في نفسه ثم يقول ويكدر عين الصحبة الصحبة مع الله سبحانه وتعالى في توبته هذا يشاهد ويصل الى هذا المعنى الخفي ولطيف وهو أنه يتوجه وينتقل الى انه قد كدر صحبته مع الله سبحانه بسبب ما ارتكبه من مخالفات وهذه الامور الثلاثة لا تحصل الا بسبب التوبة الحقيقية الخاصة وتدارك مافاته من تضيع الوقت امّا الاخرون فلا يفكرون في تضيع عمرهم واوقاتهم مثل هذا السالك يقول لماذا انا في هذا الوقت الممتد قد ضيعت صحبة الله واسات الى نفسي القدسية النفس التي كانت تتجلى في تجليات الالهية ولكنها تصغرت في المعاصي والذنوب هذه الامور لا يمكن الالتفات و الانتباه اليها الا الخواص الخواص يعرفون قيمة العمر وقيمة اوقاتهم وانفاسهم لهذا ورد ( اغتنموا الفرص فانها تمر كما تمر السحاب) وأن كل نفس يتنفسه الانسان في هذه الحياة اذا لم يكن هذا النفس في سبيل الله سبحانه فانه يضيع هدرا ولا يلتفت اي شخص من الاشخاص لهدر اوقاته وانفاسه الا المؤمن الكامن السالك التائب الذي هو قد وصل الى درك هذه المعاني الخفية من التوبة العالية
هذا المنزل هو الأوسع والأكبر منزل من منازل هذا الكتاب وهناك تقسيمات حول التوبة من تعريف ومن اسرار ومن لطائف الى اخر ما هناك بقي سطر من سطور هذا الباب وسوف نلحق الباب الثالث أو المنزل الثالث من منازل هذا الكتاب وهو منزل المحاسبة أما ما بقي من مباحث التوبة فقوله: ولا يتمّ مقام التّوبة الّا بالانتهاء الى التوبة مما دون الحقّ ثمّ رؤية علّة تلك التّوبة ثمّ التّوبة من رؤية تلك العلّة. هذا أخر ما ذكره الخواجه في مباحث التوبة هو سطر واحد ولكن لهُ معاني خفية عالية فلنتوجه اليها. يقول لا يتم مقام التوبة الا بالانتهاء الى التوبة مما دون الحق, هذه الجملة تفيدك على أن للتوبة مراتب. المرتبة الدانية ثم المتوسطة ثم العالية ونحن في هذا المطلب نريد أن نشرح و نوضح المرتبة العالية من مراتب التوبة نريد أن نبين توبة خاص الخاص لهذا ان رأيت كلام عميق في باب التوبة فاعلم ان هذا الكلام يخص التوبة العالية. الخواجة يقول لا يتم مقام التوبة الا بالانتهاء. التوبة مما دون الحق بمعنى هناك مراتب في توبة التائب قد يتوب في حالة دانية ثم ينتقل الى حالة اعلى الى التوبة مما دون الحق بمعنى هذه التوبات المتعددة التي تصدر من التائب عندما يخشع ويخضع حالاً بعد حال فيرى توبته التي مرّت ومضت هي توبةً ناقصة لا بدّ من أن يكملها بتوبةً اكمل لهذا هو ينتهي من دانِ الى عالِ الى أن يصل في توباتهُ وإناباتهُ و خضوعاتهُ الى اللّٰه سبحانه الا أن يصل الى نفس الحقّ جلّ وعلا فما دون الحق توبات غير كاملة هي توبات ناقصة أمّا اذا وصل الى الحقّ ورأى قلبه وحقيقته عند ذلك يقف في الحق لماذا لأن معنى التوبة الرجوع الى اللّٰه سبحانه. التوبة هي الانابة والرجوع الى اللّٰه فلا بد من أن يرجع في مراتب توبته يرجع شيئاً فشيئاً الى أن يصل الى المقام الأعلى ويرى الحق في ذاته ويتجلى له الحق ثم يقول ثم رئيت علة تلك التوبة بمعنى التائب في سيرهُ الروحي والمعنوي يجب أن يعرف كيف ينتقل من مرتبة دانية الى مرتبة عالية كيف ينتقل اذا لم يعرف العلة والسبب في أنه ينتقل من مرتبه دانية الى مرتبة اعلى كيف ينتقل؟ فاذن لابد أن يعرف العلل والأسباب في انتقاله من توبةً الى توبةً الى الحق سبحانهُ ثم يقول التوبة من رؤيت تلك العلة عجيب هذا الكلام أنظر الى دقة هذا الكلام يقول يتوب العبد توبة بعد توبة وينتقل من مرتبة الى مرتبة الى أن لا يرى في نفسهُ توبة بمعنى التوبات التي عملها في الماضي هذه توبات شخصية نفسية وهو كان يكافح وهو كان ينتقل بمعنى يرى انانية نفسه في ما فعله في ما سبق اذن لابد أن يتوب من توباته التي سبقت لا بد أن يتوب من اسباب التوبة اذا تمكن وتوجه في أن هذه المراتب من التوبة التي كان يفعلها في السابق هي كانت تصبر وتحدث من نفسه لا من اللّٰه سبحانهُ اذن لابد أن يتوب منها لابد أن يخرج من هذه الأسباب الداخلية النفسية ليرى اللّٰه الحاكم المطلق في أفعاله وأعماله و توجهاته ونظراته متى يتمكن من أن يرى اللّٰه ولا غيره عندما يخرج من كل ما تاب ولا يرى لما فعله من انابة وتوبة وخضوع وخشوع وبكاء وحنين و أنين في ليله ونهاره و أوقاته وساعاته كل هذا في مافعله من الماضي حتى ولو طال الزمن لا بد من أن يخرج منها وأن يمحو من نفسه ما فعله يقول أنا لم افعل ذلك هذا هو اللّٰه الذي وفقني فيرى فعل اللّٰه لا يرى فعل نفسه هذا مشكل جدا مشكل ليس كل شخص يستطيع أن يفعل هذا على كل حال ينتهي الخواجة ما ذكرهُ من مباحث التوبة الى أن التائب لابد من ان يصل الى مرتبة بحيث لايرى توبتهُ ولا يرى الأسباب والعلل في ما مضى بل يرى حكم اللّٰه يرى فعل اللّٰه يرى قضاء اللّٰه يرى اللّٰه في كل شيء هذا بالنسبة الى مباحث التوبة

( نِّسأّلَ أّلَلَهِ َّسبِحٌأّنِهِ وِتّعٌأّلَى أّنِ يِّوِفِّقِنِأّ وِأّيِّأّګمَ لَمَثّلَ هِذّهِ أّلَتّوِبِهِ وِأّلَلَهِ هِوِ أّلَمَوِفِّقِ وِأّلَمَعٌيِّنِ وِأّلَحٌمَدِلَلَهِ ربِ أّلَعٌأّلَمَيِّنِ أّوِلَأّ وِأّخَرأّ وِظّأّهِرأّ وِبِأّطّنِأّ وِأّلَّسلَأّمَ عٌلَيِّګمَ جِمَيِّعٌأّ وِرحٌمَةّ أّلَلَهِ وِبِرګأّتّهِ )

صلوات على محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

( توبة الخواص لا توبة بعدها يمكن ان نقول توبة عالية التي لا توبة بعدها وان كان بعدها توبة فليست بعالية وفي الصحيفة موجود هذا التوبة لا توبة بعدها أي توبة غير مكتوبة ….. يقولون الصوفي ابن الوقت بمعنى يرى الوقت ذهباً وثمناً عالياً هذا يشير الى تضيع الوقت بمعنى يشير الى ان التائب هنا لا يفكر في الذنوب ولا في المعاصي ولا في الحسنات ولا في السيئات يفكر في أنه كيف هذا الوقت الذي كان يمكنه ان يجعل صحبة مع الله سبحانه وتعالى ضاع )

منزل-الثانی-التوبه

جدول المحتويات