4- منزل الانابة

4- منزل الانابة

بِّسمَ أّلَلَهِ أّلَرحٌمَنِ أّلَرحٌيِّمَ أّلَحٌمَدِ لَلَهِ ربِ أّلَعٌأّلَمَيِّنِ وِصٌلَی أّلَلَهِ عٌلَى مَحٌمَدِ وِأّلَهِ أّلَطّأّهِريِّنِ اللهم وفقنا للاشتغال بالعلم والعمل الصالح
المنزل الرابع فهو منزل الإنابة، الإنابة يعني الرجوع الى الله سبحانه وتعالى، طبعا هذه مرتبة بعد مرتبة التوبة، التوبة مقدمة للإنابة، يعني أنت أولًا تتوب وتترك السيئات من بعده تصير عندك إنابة ورجوع إلى الله أما في حالة المعصية فأنت بعيد عن الله فلابد من انك تترك الذنوب وتتوب توبة قطعية وصادقة، من بعدها يأتي دور الإنابة، قال الله عز وجل وأنيبوا إلى ربكم، ثم يقول الإنابة ثلاثة أشياء:
الرجوع الى الحق إصلاحا كما رجع اليه اعتذارا والرجوع اليه وفاء كما رجع اليه عهدا والرجوع اليه حالا كما رجع اليه اجابة
هذه الامور الثلاثة أيضا ليفرق بين التوبة والإنابة، يعني أنت فيما سبق في باب التوبة رجعت إلى الله وإلى الحق، لكن رجوعك كان فيما سبق، رجوع عذريّ واعتذار، لأنك كنت في مقام التوبة عن المعاصي فكنت تعتذر إلى الله بأنك قد ارتكبت الذنوب وهكذا تعتذر وتبكي على خطاياك في الماضي وتعتذر عند الله سبحانه وتعالى لأنك قد خالفت أوامره وارتكبت نواهيه، الرجوع إلى الحق إصلاحاً كما رجع إليه اعتذاراً، في مقام التوبة اعتذرت مما ارتكبت، لكن يأتي دور الإصلاح، بحيث لا ترجع إلى ما ارتكبته سابقا، دور الإصلاح يأتي بعد دور الإعتذار، دور الإصلاح يختص بالإنابة المنزل الرابع، ودور الإعتذار كان فيما سبق في باب التوبة ثم يقول، الأمر الثاني الرجوع إليه وفاءً كما رجع إليه عهداً، يعني أنت في باب التوبة عاهدت الله على أن لا ترتكب ذنبا من الذنوب في المستقبل الآن يأتي دور الوفاء أن تفي بعهدك فيما مضى في باب التوبة، في باب الإنابة يجب عليك أن تكون مصراً على أن تفي بالعهود والمواثيق السابقة التي صدرت بينك وبين الله في منزل التوبة، وأما الأمر الثالث: الرجوع إليه حالاً كما رجع إليه إجابة.
يعني أنت في مقام التوبة لبيت دعوة الله، الله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم: توبوا إلى الله جميعاً. فنادى الله سبحانه وتعالى بأن العباد يجب أن يتوبوا من معاصيهم جميع الناس يجب أن يتوبوا الى الله وأنت أحدهم لبيت دعوة الله وقلت في نفسك مع الله إني أتوب وتائب ومنقطع عن الذنوب والمعاصي، هذا ما فعلته سابقا ثم استغفرت بلسانك وهكذا. لكن في باب الإنابة وهو المنزل الملحق بالتوبة المنزل الرابع، أنت تريد أن ترجع لأحوالك إلى الله لا فقط إجابة لدعوة الله، صحيح أنك قد أجبت دعوة الله، وتبت اليه لكن بعد باقي عندك انك يجب ان تتحول التحول الذاتي التحول المعنوي الذاتي للسالك هذا بعد لم يحصل، يعني انت قلت مثلا بلسانك قلت استغفار اجبت داعي الله كل ذلك فعلته في باب التوبة لكن هل حصل عندك احوال وتغير في الذات. التغير الذاتي يحتاج الى عناية أكثر والى توجه أكثر، فالخواجة يقول أنت في باب الإنابة ترجع اليه حالاً كما رجعت اليه فيما سبق اجابة لدعوة الله ثم يقول وإنما يستقيم الرجوع اليه اصلاحا بثلاثة أشياء، بالخروج من التبعات، والتوجع للعثرات، واستدراك الفائتات.
وإنما يستقيم الرجوع اليه وفاءً بثلاثة اشياء بالخلاص من لذة الذنب وبترك استهانة أهل الغفلة تخوفا عليهم مع الرجاء لنفسك وبالإستقصاء في رؤية علل الخدمة
وإنما يستقيم الرجوع إليه حالاً بثلاثة أشياء: بالإياس من عملك ومعاينة اضطرارك وشيم برق لطفه بك.
الخواجة حيث وضح فيما سبق وقال ان الإنابة الى الله تفتقر الى أمور ثلاثة الرجوع الإصلاحي، الرجوع الوفائي، الرجوع الحالي، هذه أمور ثلاث، ثم فيما بعد يريد أن بيبن كيف أن السالك يرجع الى الله سبحانه بواسطة اصلاحاته النفسية يعني ما هي هذه الإصلاحات وفي المرتبة الثانية يشرح لك أنه كيف أنت تتمكن من وفاء المواثيق والعهود يبين لك أن طريق الوفاء له أمور ثلاثة، يبين لك وهكذا بالنسبة الى الرجوع الحالي والتحولي في النفس ايضا يعطيك تعاليم بالنسبة الى الرجوع الحالي فهنا يجب أن نشرح ونوضح في بيان كيفية الاصلاح وأيضا بيان كيفية الوفاء وايضا بيان كيفية الرجوع الحالي فحسب ما يعطينا الوقت نشرح هذه الامور يقول يستيقن الرجوع اليه اصلاحا بثلاثة أشياء بالخروج من التبعات والتوجع للعثرات واستدراك الفائتات، يعني أيها السالك اذا أردت وصممت أن ترجع بإصلاح نفسك الى الله فعليك بهذه الامور الثلاثة أولا الخروج من تبعات الذنوب، تعرف ان أي ذنب له عقبات وتبعات وآثار سيئة عندما انت تجاوز حقوق الناس وترتكب ذنوبا تمس حق الناس فهذه تبعة، أو مثلا تأتي وتذنب ذنوبا تخص حق الله أيضاً له تبعات وآثار سيئة فلابد من الخروج من هذه العواقب والتبعات التي تحصل في نفس الإنسان وتنعكس على أخلاقه وعلى أفعاله وعلى بيته وعائلته وعلى مجتمعه كل هذه تبعات سيئة، فأنت في مقام الانابة بعد التوبة عليك أن تدقق وتحقق في هذه الآثار السيئة وتخلص نفسك منها بالنسبة لمستقبل أيامك، ثم يقول الرجوع الاصلاحي منها التوجع للعثرات، يعني عندما يحصل لك أي عثرة من عثرات الذنوب ويزل قدمك بعد أن كنت مستقيما وتائبا مع الله، لكن أنت بإمكانك أيضا أنت غير معصوم ممكن أن تتعثر بعثرة وأن يزل قدمك فيما كنت مستقيما في طريق الله هنا الخواجة يقول إذا عثرت بعثرة وتوجعت في نفسك التوجع من الوجع والالم يعني تشعر في نفسك ألم وعذاب ووجع تأن أنين وحنين وتقول يا رب لماذا أنا وقعت في هذا البئر وفي هذا العثرة المهلكة، إذا صار الذنب عندك كبيراً في نفسك وتوجعت منه فهذا علامة الإصلاح علامة أنه أنت قد أصلحت نفسك وأما الأمر الثالث، يقول استدراك الفائتات، فإذاً عندنا تبعات وعندنا عثرات وعندنا فائتات، الفائتات يعني التي فات عنك، مثلاً عندك قضاء صلوات إما صلوات واجبة واما صلوات ونوافل مستحبة، هذا في خصوص الصلاة، وعندك أيضاً بالنسبة للصيام بالنسبة لأي عبادة من العبادات لأي طاعة من الطاعات مثلاً باب الخمس باب الزكاة هناك ألف طاعة والف عبادة والف أمر من أوامر الله وليست فقط اوامر الهية انما هناك نواهي ومحرمات ارتكبتها، وكل هذا الأعمال فاتتك الفرصة فلابد من أن تجبرها وتستدركها بأعمال صالحة ، نعم، إذاً لابد من أن تأتي وتحاسب نفسك وتعرف ماذا فات عليك في الماضي كنت جاهلاً كنت شابا كنت مستغرقاً في المعاصي بقي عليك مما ذكرنا مثل قضاء الصلاة قضاء الصوم الحقوق الواجبة التي منها مالية ومنها اجتماعية ومنها ومنها اذاً كل هذه الفائتات في مقام الإصلاح يجب عليك أن تستدركها ولو تدريجيا شيئاً فشيئاً تسجلها عندك في دفتر ثم تقوم باستدراك ما فات منك
سابقاً قُلنا بأن الانابة هي الرجوع إلى الله و لكن هذا الرجوع على أنواع ثلاثة رجوع إصلاحي و رجوع وفائي و رجوع حالي و قلنا سابقا الرجوع إلى الحق سبحانه من جهة اصلاح النفس هو أن يقوم بأعمال مقابلة لما فعله من ذنوب في السابق و شرحنا الأعمال المناهضة والمقابلة لما ارتكبه سابقا طبعاً هي أعمال حسنة يتدارك بها ما فاتهُ سابقاً ثم قُلنا بأن الرجوع الوفائي يقتضي التوجه العبد لانهُ قد عاهد الله في ميثاقهُ وعهودهُ ان يقوم عبداصالحاً مؤمناً تقیاهذا العهد طبعاًفی عالم الذر حصل مع الإنسان{ قال الست بربكم قالوا بلى }فأذن نحنُ عاهدنا مع الله سبحانهُ في عالم الذر وفي هذا العالم كيف أصبحنا مؤمنين ومسلمين إذ لم نكن قد عاهدنا الله فالرجوع الوفائي ايضا يقتضي ان تكون هناك افعال و اعمال تقتضي ان يتحول العبد من نقضهُ بالميثاق إلى وفائه بالميثاق ولا نكرر ما شرحناهُ سابقاً واما الرجوع الاخير والثالث هو الرجوع الحالي يعني ان أحوال العبد السالك تتغير في توبته وانابته إلى الله سبحانه تارةً يتحول اصلاحیاً يصلح ظواهر أعماله وتارةً يرجع من نقضه مواثيقه مع الله وفائه لكن في هذا المرتبة هي أشد وأعلى من تلك المرتبتين من الإصلاح والوفاء لماذا لانه يريد أن يستقيم في سلوكه مع الله ورجوعه اليه روحياً و معنوياً و حالياً يعني احوالهُ الروحية تتغير في انابته ورجوعه وتوبته مع الله سبحانهُ وتعالى فالتغير الذاتي والحالي تغير أهم من تغيرين السابقين لهذا نرى الخواجه عبد الله عندما يريد أن يشرح مثل هذا الرجوع يقول إنما يستقيم الرجوع اليه حالاً بثلاثة اشياء بالأیاس من عملك و معاينة اضطرارك و شيم برق لطفهِ بك .هذه الأمور الثلاثة اذا حصلت مع السالك عند ذلك يتغير روحياً حالیا نفسياً. الأمر الأول هو أن يصل إلى نتيجة اليأس من أفعاله واعماله يعني لا يفتخر بعباداته و طاعته مع الله سبحانه وتعالى و يتأيس من انه يتمكن من أن يفعل عملایکون خالصا مئة بالمئة من جهة الخلوص ومن جهة أخرى انهُ لا يرى لنفسه حتى لو فعل مايقربهُ لله يرى هذا توفيق الهی ليس لهُ دخل في هذا التوفيق لان كل مايملك أعطاه الله سبحانه وتعالى هو عبد مملوكً لله فاذاً كيف يرى اعماله كيف يتجلى في نظرهِ مايفعلهُ من اعمال و عبادات حتى ولو كانت هذه الأعمال صالحه وحسنه .الأمر الثاني معاينة الإضطرار. المعاينة بمعنى انه يصل إلى حقيقة افتقاره واضطراره لله سبحانهُ وتعالى يعني يكون العبد عبداً مضطراً فی حاله مع الله سبحانه وتعالى يعني يحصل له حالة اضطرار بحيث يرى بأنه لا يتمكن من أن يفعل شيئاً كاملاً يُرضي الله سبحانهُ وتعالى فاذا تيأس من أعماله وإذا رأى نفسهُ مضطراً إلى معونة الله ثم في الأمر الثالث يستشم برق لطف الله. الشيم هو الاستشمام السالك في سلوكه مع الله وتقربه اليه وتغيره حالياً و معنوياً يسشتم هذا المعني يشعر في نفسه بروق الطاف الله البروق هنا بمعنى تلألو الأنوار يعني نور برق لطف الله قلبهُ يتوجه اليه و طبعاً يستشم ويرى حقيقة عون الله ولطفه له فإذا وصل إلى اياس من جهة أعماله وإذا حصل في نفسه اضطرار واذا استشم لوامع و بروق وأنوار جذبات الله وألطافه هذه الأمور الثلاثة یجعلهُ دائماً في حالة تجليات وتوجهات وجذبات معنوية نورية الهيه عند ذلك يتقدم شيئاً فشيئاً ويكون موضع لالطاف الله وجذباته هذا مااردنا ان نقولهُ في هذا المنزل او الباب الرابع من هذا الكتاب

نقول يا ربنا يا راد ما قد فات يا الله أنت المعين نستعين بك في أمورنا وأحوالنا والعون هو الله سبحانه وتعالى، نطلب منه المعونة اللهم ارزقنا توفيق الطاعة وبعد المعصية اللهم وفقنا لما يرضيك عنا إنك أنت الغفور الرحيم وصلى الله على محمد واله الطاهرين.

2727d1c5db-5b86d8d5c2fbb87e008b6a3c

جدول المحتويات