27- منزل التوكل

27- منزل التوكل

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين اللهم صل على محمد و ال محمد قال الله عز وجل (و على الله فتوكلو ان كنتم مؤمنين)( و من يتوكل على الله فهو حسبه) (ان الله يحب المتوكلين) التوكل هو من سبل العامة و ليس الخاصة لان الخاصة من عباد  الله هم يرون كل شي من الله و انه هو المالك لجميع العباد و جميع الامور فكيف انا اعطي وكالة لله انا الذي لا املك شيءً كيف اعطي وكالة لله ان يكون هو وكيلي في الامور هو الموكل او انا الموكل الان انت تريد ان تعطي وكالة لاحد يبيع دارك او يبيع سيارتك انت مالك السيارة توكل الشخص الثاني هو  يبيع البيت و يقوم بالواجب لكن ان العبد بالنسبة لله هل انا موكل هل انا المالك حتى اوكل ربي و اقول له يا رب انت وكيلي في الامور فالتوكل بهذا المعنى بعيد عن اهل السلوك و اهل الثقة بالله و من لا يرى لنفسه شيء لا يرى ملكا لا يرى شيء هو فاني في الله كيف يوكل الامور الى الله كيف يوكل هل هو صاحب الملك حتى يوكل فالشيخ الانصاري في باب التوكل يقول قال الله عز و جل ( و على الله فتوكلو ان كنتم مؤمنين ) التوكل كلة الامر كله الى مالكه و التعويل على وكالته يعني انت امورك توكلها الى مالك الامور و لا ترى لنفسك شيئاََ و تعول على وكالة الله ثم يقول و هو من اصعب منازل العامة عليهم لماذا اصعب ؟ لانه يريد ان  يفوض كل اموره لله و لا يريد ان يتدخل بامر من الامور وهذا صعب على اعوام الناس كيف بهذا الذي يكون مشغول ليل ونهار بالاسباب بالدنيا بالامور الظاهرية والمادية كيف يقطع من كل هذا اذا ما كان سالك اذا ما كان مهذب نفسه كيف يوكل من اصعب منازل العامة واوهن السبل عند الخاصة الخاصة عندهم توكل شيء مبذول ما له قيمة لانه السالك من الاساس من نفسه هو مفوض اموره لله لانه مهذب نفسه ولا يرى  لنفسه شيئا ولا ملكا ولا مالا ولا اي شيء اوهن السبل عند الخاصة لان الحق قد وكل الامور كلها الى نفسه جناب الحق وهو الله سبحانه هو قد وكل لنفسه  كل الامور لانه هو المالك والمدبر هو الخالق وأيس العالم من ملك شيء منها أي الله سبحانه وتعالى هو المالك الاول لكل شيء وهو الذي قد أيس العالم من ان يملك شيئا منها وان كنت انت تذهب للدائرة الحكومية التي تثبت الاسناد اسناد البيوت والمسكن والسيارة و هذه الاشياء حيث ان هذا ملك شرعي لكن هذا التمليك الشرعي تمليك اعتباري ليش تمليك حقيقي هذا العمل نظم امور الناس لاجل تنظيم امور الناس  عملو مثل هذا الملك ملكية الشرعية او ملكية حكومية لاجل ان لا يتعرض احد على الحقوق حقوق الناس صنعو مثل هذه الملكية ولكن في الواقع لا يوجد مالك غير الله (اللهم انت المالك وانا المملوك وهل يرحم المملوك الا المالك )ثم يقول وهو على ثلاث درجات كلها تسير مسير العامة يعني هذه الدرجات الثلاثة التي يبينها الانصاري كلها عامة لعامة الناس و ليست للسالكين حيث ان العامة في واد والسالكون في واد اخر لكن مع ذلك  يبين الدرجات ورد عن الامام الصادق عليه السلام انه قرا في بعض الكتب هذا الحديث القدسي الله يقول( وعزتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي لأقطعن امل كل مؤمل غيري ولاكسونه ثوب المذلة عند الناس ولانحّينه من قربي ولا ابعدنه من وصلي ايؤمل  غيري في الشدائد والشدائد بيدي ويرجو ويقرع  بالفكر باب غيري وبيدي مفاتيح الابواب و هي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني فمن ذا الذي املني لنوائبه فقطعته دونها جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي وملأت السماوات ممن لا يمل من تسبيحي الم يعلم من طرقته نائبة انه لا يملك كشفها احد غيري الا من بعد اذني فما لي اراه لاهيا عني أبخيل  انا فيبخلني عبدي أوليس الجود والكرم أوليس العفو و الرحمة بيدي افلا يخشى المؤملون ان يؤملوا غيري فلو ان اهل السماوات واهل ارضي املوا جميعا ثم اعطيت كل واحد منهم مثل ما امل الجميع ما انتقص  من ملكي مثل عضو الذرة وكيف ينقص ملك أنا قيمه  فيا بؤسا للقانطين من رحمتي و يا بؤسا لمن عصاني ولم يراقبني)  الامام الكاظم عليه السلام يقول( التوكل على الله على درجات منها ان تتوكل على الله في امورك كلها فما فعل بك كنت عنه راضيا وتعلم ان الحكم في ذلك لله سبحانه فتوكل على الله بتفويض ذلك اليه) وهناك ايضا احاديث كثيرة في باب التوكل الرسول الاعظم ص يقول (لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا) يعني الطير الذي يغدو يصبح جائعا حوصلته فارغة فراخه جياعا يطير صباحا و يرجع ممتلئ الحوصلة. شبع البطن و معه ما يشبع به فراخه  يقول الرسول الاعظم لرزقكم كما يرزق الطير يغدوا خماصا. خماصا يعني جائع يعني عند الصبح يذهب وهو جائع وتروح بطانا يعني ترجع وهي شبعانه وممتلئة من طعام ويُأتي بالطعام لفراخه وقال عليه السلام (من انقطع الى الله كفاه الله كل مؤنةََ و رزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع الى الدنيا وكله الله اليها) و الشيخ الانصاري يقول الدرجة الاولى التوكل مع الطلب ومعاطاة السبب يعني السالك في الدرجة الاولى عنده توكل ولكن عنده الطلب ايضا يعني عنده ارادة واختيار و طلب ويطلب من الله الرزق ويتعاطى مع الاسباب مع اسباب الرزق يعني يشتغل يذهب للعمل وهو عنده توجه للاسباب مثلا احدهم  يشتغل يعمل و يذهب للمعمل  يتعاطى مع اسباب الرزق ولكن يرى المسبب في الرزق وهو الله ولا يرى هذه الاسباب لا يراها شيئا انما كوظيفة شرعية الكاسب حبيب الله مأمور من الله ان يذهب و يأتي بنفقة  لاهله وعياله فهناك فرق كبير بين السالك المعتمد على الله وبين الذي يتعاطى الاسباب ولا يرى المسبب في الاسباب على نية شغل النفس يعني هذا الكاسب هذا الذي يشتغل في الدرجه الاولى نيته ان يشغل بدنه ونفسه بالاشغال و ينتج عنها رزق وايضا نفع الخلق لاجل ان ينفع الخلق  هذا الخلق  زوجته اولاده اقاربه او الاخرين وترك الدعوة ترك الدعوة بمعنى انه لا يدعي لنفسه شيئا ما عنده ادعاء مقابل الله سبحانه وتعالى هذا بالنسبة الى الدرجة الاولى واما الدرجة الثانية التوكل مع اسقاط الطلب وغض العين عن السبب وهو يشتغل بالاعمال والاشغال لطلب الرزق ولكن في نفسه يسقط الطلب يعني يرى الله كل شيء وايضا لا يتعاطى الاسباب بما انه هو سبب مستقل عن الله اجتهادا في تصحيح التوكل لانه هذا سالك في الدرجة الثانية يريد يصحح توكل مع الله حتى لا يدخل شركا لانه الشخص اذا ادخل الاسباب مع المسبب ورأى سببا ثم راى مسببا فهذا قد اشرك في الله سبحانه. اذا هو يجتهد في ان يكون توكل توكل سليم من الشرك وقمع تشرف النفس لا يريد ان يدخل نفسه في رازقية الله سبحانه وتفرغا الى حفظ الواجبات هو مشغول بالواجبات الدينية لا يعني ان يكد ليلا ونهارا ويترك الواجبة مثل بعض الناس الذين يتركون الصلاة والعبادة و هم فقط جمع المال وكل شيء اما الدرجة الثالثة التوكل مع معرفة التوكل النازع الى الخلاص عن علة التوكل يجب في الدرجه الثالثة السالك عندما يتوكل على الله سبحانه وتعالى يخلص نفسه من ان يدخل سببا مع الله سبحانه وتعالى في الرزق والرازقية من صفات الله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين فاذا كان الله هو الرزاق فالعبد ما له اي شيء سوى انه ياكل من رزق الله فقط فيجب ان يخلص نفسه من هذه العلل الظاهرية للتوكل فاذا ان اراد ان يخلص نفسه ماذا يجب عليه ان يفعل ؟  يقول : ان يعلم ان ملكة الحق تعالى للاشياء ملكة عزة  يعرف ان المالك الحقيقي هو الله سبحانه وهذا انما يشتغل في الكسب والتجاره لاجل ان الله امره بذلك لاجل نظم امور العالم يعني هذا العالم لا ينتظم  الا بسبب ان الناس يعملون و يسيرون الجوامع البشرية من نظام حكم من ادارة من نظم مفيدة للمجتمع فاذا ما تعاون الناس في هذه الامور فكيف يعمل المجتمع و كيف يطبق النظام لابد من ان يكون هنالك عمل  لكن هذا يرجع الى معرفة هذا الشخص عندما يعمل بهذه الامور المعرفة كيف تكون يقول الشيخ ان يعلم ان ملكة الحق تعالى للأشياء ملكة عزة لا يشاركه فيها مشارك يعني يعرف ان الملكية خاصة بالله سبحانه وتعالى  ما في العالم احد يشارك هذه الملكية مع الله فيكل شركته اليه فاذا هو من يعمل بالكسب والرزق ويوكل اموره الى الله سبحانه وتعالى وهذه الشركة يوكلها لله سبحانه يعني يرى الفاعلية في الرزق من الله سبحانه فان من ضرورة العبودية ان يعلم العبد ان الحق هو مالك الاشياء وحده عليه ان يعرف العبد عندما  يسند لنفسه على العبودية ويقول اني عبد من عباد الله فاذا عليه ان يرى الله المعبود هو مالك للاشياء وحده فاذا راى الملكية لله سبحانه اذن لا يدعي لنفسه شيئا ويحصل الرازقية في الله سبحانه هذا ما اردنا ذكره  في توضيحات باب التوكل للشيخ الانصاري وايضا لنا كلمة مختصرة  هذه الكلمة تكون  خاتمة مبحث التوكل اقول لكم اذا انكشف لك معنى التوكل وعلمت الحالة التي سميت توكلاََ فاعلم ان هذه الحالة في القوة والضعف على ثلاث درجات الاولى ان تكون الحالة التوكلية ان تكون عناية خاصة وثقة خاصة بكفالة الله الدرجة الثانية وهي اقوى.
هي تكون حالة مع الله حال الطفل مع امه فانه لا يعرف غيرها ولا يفزع الى ما سواها ولا يعتمد الا عليها هكذا يكون  الطفل الرضيع الطفل الذي بعده في دور الطفولة فان رآها تعلق بها تعلق بامه وتشبث بذيلها ولم يتركها دائما على لسانه يا اماه يا اماه فاول شيء الذي يخطر بقلب الطفل المتعلق بالام اول شيء هو الام لماذا لانه هو واثق بان الكفيل  هو الام الشفقة من الام المحبة من الام هذا اذا كان بهذه الدرجة يكون حالك حال الطفل مع امه  ما الفرق بين الدرجة الاولى والدرجة الثانية بالنسبة للدرجة الثانية هو متوكل صحيح لكن فني عن توكله لا يرى التوكل شيئا اذ ليس يلتفت قلبه الى التوكل وحقيقته بل الى المتوكل عليه قط فلا مجال في قلبي الى غير المتوكل عليه اما المتوكل في الدرجة الاولى فهو متوكل لكن بالتكلف والكسب وليس فانيا عن توكله واما الدرجة الثالثة التي هي اعلى المراتب في التوكل ان يكون الانسان المتوكل بين يدي الله سبحانه في حركاته وسكناته مثل الميت بين يدي الغاسل بحيث تحركه القدرة الالهية الازلية كما تحرك يد الغاسل الميت والمتوكل في هذه الدرجة اصبح يقينه قويا بان الله تعالى هو مجري الحركة ومجري القدرة والارادة والعلم وسائر الصفات. هذه الدرجة تفارق درجة الصبي مع امه لماذا لان الصبي يفزع الى امه ويصيح ويتعلق بالامة ويعدوا خلفها  اما الدرجة الثالثة فاذا نريد ان نمثلها ايضا نمثل بالصبي مثالها مثال الصبي الذي يعلم انه وان لم يتوجه الى امه يعلم يقينا ان امه تطلبه يعني هنالك طفل دائما يتوجه الى امه يذهب لحضنها  يطلب المساعدة منها و هنالك طفل عنده معرفة اكثر عنده وعي اكثر وهو انه طالما  هذه الام التي اولدت هذا الصبي بما انه عنده معرفة بان الام شفيقة والام هي الاولى بالمساعدة والمحبة والتوجه الى الاطفال فهو يترك الطلب يتوجه الى الام يقول في نفسه ان الام هي التي ستعتني به و تقضي حوائجه و تدير اموره فاذن هو يترك الطلب والتعلق بالام لماذا لان امه تاتي اليه امه تحمله حتى ولو لم يسال عن اللبن يعني هو رضيع يرتضع من امه لكن هو ليس لديه طلب هو يعرف ان الام تعتني بابنها تعتني بولدها في اي ساعة تأتي تحمله وتعطيه لبن وتعطيه ما يحتاج اليه وتقضي اموره وحوائجه اذا في هذا المقام من التوكل المتوكل يترك السؤال المتوكل يتوكل على الله ولا يطلب منه (علمك بحالي كفى من سؤالي) فهذه الاحوال والمقامات التوكل من مرتبة الى مرتبة علينا ان نقوي توكلنا على الله الى مرتبة بحيث نعتبر ان الله اشفق علينا منا وكم من عبد توكل على الله وجاءه الرزق من الغيب عندنا في اصفهان مسجد اسمه مسجد السيد هذا السيد الذي اسس المسجد عندما كان يبني اعمار المسجد وعنده عمال يعملون بأجرة كيف كان يوفر الأجرة ويعطيهم يذكرون في احوال هذا السيد انه كان يدخل ايده تحت فراشه و يخرج المال الأجرة  من تحت الفراش  كل يوم بيومه وزيادة  يعني اذا انقطع العاب من كل الاسباب عند ذلك ياتيه الرزق من جميع الجهات والله سبحانه يدبر اموره لكن نحن عندنا ضعف انه ما عندنا هذه الحالة والانقطاع ولهذا لا يأتينا مثل هذه  الارزاق الغيبية والكرامات الالهية التي تحصل لبعض من اولياء الله سبحانه انا اكتفي بهذا المقدار وصلى الله على محمد وآله الاطهار

تمهید لتدریس منازل السائرین آیة الله محمدصالح الکمیلی الخراسانی

جدول المحتويات