28- منزل التفويض
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
عندنا أربع منازل وحدة بعد وحدة
كلها متشابكة متشابهة متقاربة
وهن التوكل، التفويض، الوثوق بالله ، الرضا والتسليم
هؤلاء المنازل الاربعة كلهن متشابهة جدا ومشتبكة
الوجه المشترك هو الانقطاع عن غير الله والاعتماد على الله
بعض من الحكام العباسيين
كانوا مثل الحاكم العاشر في عهد الامام الهادي ع
وهو المتوكل العباسي كان يقال عنه المتوكل على الله
ويأتي أحد ثاني من العباسيين الحكام يسمي نفسه الواثق بالله
ويأتي الثالث يسمي نفسه المعتصم بالله وهذه الالقاب كانوا يسمون بها ولكن اسم من غير مسمى
المتوكل العباسي هو الذي فعل مافعل بالامام الهادي ع من ايذاء ومن مصائب كثيرة مذكورة في التأريخ وايضا أرسل لزائري الامام الحسين ع وكان الزائر الحسيني الذي يريد يدخل الى كربلاء يعطي يده لكي يصل الى الامام الحسين ع فكانوا يأخذون يده لكي يزور الامام ع
فهذه الالقاب هي القاب خاصة بجماعة من أولياء الله من المنقطعين الى الله
فالتفويض فرقة من التوكل انه التوكل هو للذي يشتغل بالاسباب
الذي يشتغل بالاسباب نقول له من أين وجدت هذه الاسباب اليس من الله وهو مسبب الاسباب لماذا تترك الله مسبب الاسباب وتنشغل بالاسباب
هذا خطابنا بالنسبة لمن يشتغل بالاسباب ويترك المسبب نقول له
توكل على الله
وانظر الى المسبب الاصلي
لكن في التفويض
انك مفوض حالك في جميع الاحوال سواء كنت مشتغل بالاسباب أو لم تشتغل قبل ان تنظر للاسباب تنظر الى الله وتفوض أمرك الى الله سبحانه
وهذا تفويض يعطيك معنى أفضل من التوكل
المنزل ال ٢٨ باب التفويض
قال الله عز وجل في مؤمن آل فرعون (وأفوض أمري الى الله ان الله بصير بالعباد) سورة غافر آية ٤٤
الشيخ الانصاري يقول هذا الباب أخذناه من آية قرانية
وهذه الآية تحكي عن حال شخص يوصف المؤمن الوحيد الذي كان بين جميع آل فرعون عائلة فرعون قوم فرعون كان الوحيد بينهم هو هذا الشخص وكان يوصف مؤمن آل فرعون ونزلت به هذه الآية القرآنية انه كان يقول دائما عندما يرى المشاكل والمصاعب والتهديدات من قبل فرعون كان يقول (أفوض أمري الى الله ان الله بصير بالعباد )
ثم يقول التفويض الطف إشارة وأوسع معنىً من التوكل التفويض دائرته أوسع يعني يشمل قبل وقوع الاسباب وبعد وقوع الاسباب فالتوكل بعد وقوع السبب
والتفويض قبل وبعد وقوع السبب
يعني عندما يكون الانسان مشغول بالاسباب يقولون له لاتنشغل بالاسباب انشغل بالله أما التفويض فهو أقوى من التوكل حيث حالة التفويض تحصل عند حالة المؤمن عندما يكون قبل ان ينشغل بالاسباب
قبل ان يرى الاسباب بين يديه بعد ان يرى الاسباب وهو عين الاستسلام
التفويض هو عين الاستسلام لله سبحانه وتعالى والتوكل شعبة منه اي من الاستسلام
يعني كلمة الاستسلام حيث المفهوم والمعنى يشمل التوكل والتفويض والوثوق بالله سبحانه هو أيضا باب التسليم كلهن المشترك بينهن هؤلاء الاربعة هو كلمة الاستسلام وهو على ثلاث درجات ( التفويض )
الدرجة الاولى ان تعلم ان العبد لايملك قبل عمله استطاعة يعني قبل ان يعمل عمل هو يعلم في نفسه انه لايملك استطاعة مالم يعطه الله هو من نفسه ما مستطيع ولا يقدر ان يأتي بعمل من الاعمال وفعل من الافعال انما الله سبحانه وتعالى هو الذي يفيض عليه وهو الذي يعطيه فاذا كان العبد بمثل هذه المثابة من التفويض فله ثلاث علامات
العلامة الاولى لا يأمن من مكر
العلامة الثانية لا ييأس من معونه
العلامة الثالثة لا يعول على نية
اما الاول العبد عندما يعتقد ويتيقن من غير قدرة الله ليس له اي قدرة على اي عمل من الاعمال
اذا هو لا يأمن من مكر الله سبحانه لان الله بيده أزمة الامور الهي بيدك ضري ونفعي
الهي بيدك زيادتي ونقصي
فالانسان لايأمن من مكر الله والامن من مكر الله
ذكر العلماء والفقهاء انه من المعاصي الكبيرة
اليأس من روح الله من المعاصي الكبيرة كذلك الامن من مكر الله من المعاصي الكبيرة اذا سألتني كيف الله يمكر
أقول لك ما قاله موسى في القرآن ان هي الا فتنتك ، في قصة العجل
اذا يجب علينا مع انّنا لنا القدرة الا انه لانأمن من مكره ربما يأخذ كل شيء منا
وايضا لا ييأس من المعونة
العلامة الثانية ولو كان سلطان ولو كان بأي مقدرة ولو كان سليمان بن داود ذلك هو في روحه ونفسه لا ييأس من روح الله سبحانه
ويرى نفيه مضطرا لعون الله سبحانه هو المعين
أما العلامة الثالثة لايعول على نية ، اذا نوى ان يفعل المصنع الفلاني او الشركة الفلانية او اي عمل من الاعمال صغير كان أو كبير
فهو يرى نفسه بحالة انقطاع مع الله ولا يعول على نيته الشخصية انه نويت أفعل كذا وكذا
ولازم هذا العمل يتم ويحصل هذا العمل
أنت شنو كنت مني أرأيتم ماتمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون انت ايها العبد أولك جيفة وأخرك جيفة
والدرجة الثانية ، معاينة الاضطرار هذا أقوى من الدرجة الاولى يعني السالك في طريق الله يرى حاله مضطرا لله سبحانه كما في دعاء عرفة الهي أوقفني على مراكز اضطراري
أمن يجيب المضطر اذا دعاه
اذا نحن مضطرين لرحمة الله لعون الله لاننا لا نملك شيءً الهي أنت المالك وانا المملوك فهل يرحم المملوك الا المالك
اذا علينا ان نكون مضطرين فعلامة الاضطرار هي ثلاثة
العلامة الاولى ، فلا ترى عملا منجيا
العلامة الثانية ، لا ذنبا مهلكا
العلامة الثالثة ، لا سببا حاملا
نفسر واحدة تلو الاخرى
من كان مضطرا لله سبحانه في ما يفعل من أفعال وما يقوم من قيام أو يجلس او اي حركة أو أي سكون فان الله سبحانه ينظر اليه وان يعينه وقد فوض نفيه لله واضطر اليه من العلامات ان لايرى عملا منجيا يعني لا يرى حالة لا يملك نجاة في كل أحواله وفي كل حركاته وفي كل عمره بان يكون هو من أهل النجاة لا ربما هو يسقط وربما الله سبحانه وتعالى يجعله صفر
كان أحد تلامذتي قال كان عندي مكاشفات وحالات والان انا أرى حالي صفر صفر يعني يدي خالية من كل شيء
يعني فاني من كل شيء
قلت له هذه حالة ممدوحة عند العرفاء
لاترى عملا ممدوحا أنت ايها السالك المضطر ايضا لاترى ذنبا مهلكا
أجعل طريق لعفو الله ولمغفرة الله لا تقول انا أذنبت ذنب فأصبحت من الهالكين لا توجد رحمة توجد مغفرة
العلامة الثالثة للاضطرار ، ان لاترى سببا حاملا
السفينة تحمل أمتعة كثيرة وتنقل من مكان الى مكان القطار كذلك الحصان يحمل وينقل صاحبه من مقصد الى مقصد من بلد الى بلد
فمعنى الحمل في الاسباب هي هذه الاسباب اللي مثلناه نحن
المضطر لله لا يرى ان الاسباب هي التي تحمله وتوصله الى الغايات والنهايات
انما الله هو يفعل ما يشاء
والدرجة الثالثة ، شهود انفراد الحق بملك الحركة والسكون والقبض والبسط
الدرجة الاولى كانت تحتوي على ثلاث علامات
الدرجة الثانية ايضا على ثلاث علامات
اما الدرجة الثالثة في قوة التفويض فله علامتان
العلامة الاولى ، انك قد عبرت او تجاوزت عن انك تعلم ان الملك لله في اعطائك القدرة والاستطاعة وايضا تجاوزت عن الاستطاعة للاضطرار الحقيقي والقلبي لله سبحانه ان تتجاوز هذين الحدين وتصل الى مقام الشهود
بمعنى انك تشهد في قلبك الحق منفردا عن غيره اي انك لا ترى سوى الحق الذي يملك حركاتك وسكناتك وقبضك وبسطك كما ورد في أسماء الله انه هو القابض وهو الباسط
فالسالك الحقيقي من يرى الله في نفسه منفردا في حركة وسكون ولا يرى اي قيمة للأسباب لا يرى لها قيمة هو قد فوض جميع وجوده لله سبحانه
فإذا كان مفوضا في باطنه وظاهره لله فهو يرى قد حكم في قلبه وهو الذي يملك الحركة والسكون وهو الذي يملك القبض والبسط
الاستطاعة حاليا منبسط بعد كم دقيقة يتغير حاله كله هذا في الباطن في الظاهر كذلك اذا سالك اذا وصل في تفويضه مع الله في وضعية الشهود يكون هذا التفويض اعلى درجة من درجات التفويض فهذه العلامة الاولى
أما العلامة الثانية ، معرفة بتصريف التفرقة والجمع
كما قال بالعلامة الاولى يملك الحركة والسكون ويملك القبض والبسط هنا أيضا يقول يملك التفرقة والجمع بمعنى ان هذا السالك عندما يعلو في درجات التفويض يرى نفسه عنده درجة معنوية روحية عالية بان المتصرف هو الله سبحانه فهو الذي يفرق وهو الذي يجمع وهو الذي يقرب وهو الذي يبعد
يأتي بحالة معرفية في أحواله النفسية والسلوكية تارة يأتي بالتفرقة اي يرى فرق أين حاله وأين حال الله
ويرى حاله يوجد فاصل بينه وبين الله
ثم بعد ساعة يأتيه حالة جمع يرى تجمع وتمركز في الله سبحانه فلا يرى أثرا لغير الله فيكون المؤثر في الوجود الله سبحانه وليس لغيره اي أثر
هذا ماقلناه في باب التفويض
والحمد لله اولا واخرا وظاهرا وباطنا
والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته .