32- منزل الرضا

32- منزل الرضا

بسمِ الله الرحمن الرحیم وبهِ نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم اجمعين من الآن الى قيام يوم الدين اللهم وفقنا ووفق المشتغلين بالعلم والعمل الصالح
نبارك للاخوة شهر شعبان حيث ان مكتب السيد السيستاني اعلن بأن هذه الليلة هي اول ليلة من ليالي شهر شعبان المعظم
سمي شعبان شعبان لانه الخير ينشعب في هذا الشهر إذن فعلينا ان نتوجه بقلوبنا و ارواحنا الى فضائل هذا الشهر من صيام ومن عبادة ومن تلاوة قرآن ومن المناجاة الشعبانية والصلوات الشعبانية وايضاً امامنا الاعياد ولادة الامام الحسين الامام السجاد ولادة ابي الفضل العباس وولادة علي الاكبر وولادة الامام الحجة
الشهر هذا يختلف عن بقية الاشهر حيث ان المناسبات فيها مناسبات اعياد  شعبانية متكثرة الا انه قد ذكر المؤرخون بأن وفاة النوبختي احد سفراء الامام المهدي صودف في هذا الشهر شهر شعبان ، النوبختي مزاره معروف في بغداد قد ذكرنا في اسابيع قبل.
المنزل الثاني والثلاثون باب الرضا
قال تعالى {..ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً..}
لم يدع في هذه الآية للمتسخط إليه سبيلاً و شرط للقاصد للدخول في الرضا ، والرضا اسم للوقوف الصادق حيثما وقف العبد لا يلتمس متقدماً ولا متأخراً ، ولا يستزيد مزيداً ولا يستبدلُ حالاً ، وهو من اوائل مسالك اهل الخصوص واشقها على العامة.
هذا ما ذكره الانصاري في مقدمة بيان الدرجات الثلاثة للرضا
يعني اول شي جاب آية من القرآن وهذه الآية في آخر آية من سورة الفجر ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً…))
النفس إذا اطمأنت بحكم الله وقضائه فهو يرضى بكل ما يرد عليه ويكون راضياً بحكم الله وقضائه وقدره وما يجري عليه
طبعاً هذا يريد له سير وسلوك إلى الله ومجاهدة مع النفس إلى أن يصل الى مقام الرضا
يقول الشيخ لم في هذه الآية المتسخط إليه سبيلاً
يعني المتسخط الذي يتسخط ويتغير حاله عندما مثلاً يصيبه بلاء او يصيبه مشكل من مشاكل الحياة ، فهذا الانسان المتسخط فما يرد عليه ، هذا ما إليه أي سبيل لمقام الرضا ، وشرط للقاصد الدخول في الرضا
يعني اللي يقصد ربه لازم يدخل في باب الرضا حتى يصير قصده وسلوكه كامل وصحيح
والرضا اسم للوقوف الصادق حيثما وقف العبد
وين ما يجي من حالات و احوال فهو لازم يصدق مع ربه ويقف في هذه الحالات يقف على مقام الرضا فلا يتغير أي حال من احواله ويكون مطمئن بأن ما ورد عليه هو من حكمة الله هو من رضا الله فيرضى برضا الله لا يلتمس متقدماً ولا متأخراً ، يعني مثلاً الآن اجت مصيبة ما يقول مثلاً انا قبل ما يجيني مصيبة كلش فرحان ولا جتني مصيبة وانا اتغير .. لا ، فهو في جميع الاحوال راضٍ برضا الله سبحانه وتعالى ما يلتمس ان مثلاً ربي ليش هالحالة و ياربي يكون حالتي احسن من هاي الحالة.. لا ، شوف عندنا دعاء في غيبة الامام المهدي في المفاتيح يذكر الشيخ القمي ، اكو جملة هناك يقول ياربي صبرني صبرني الى أن انت تشاء ظهور وليك وابن اوليائك ، يعني شلون يقول لا احب تعجيل ما اخرت ولا تأخير ما عجلت ، يعني الساعة اللي انت انت تظهر المهدي والساعة أي ساعة انا مادري انت الساعة اللي انت تحكم عليه ، وانا ما اريد لا دقيقة يتأخر ولا دقيقة يتقدم عن اللي انته محتم ان في أي ثانية وفي أي دقيقة وفي أي ساعة وفي اي شهر وفي اي سنة يظهر المهدي عليه السلام ، فأنا ما اريد لا التمس متقدماً ولا متأخراً ولا يستزيد مزيداً ولا يستبدل حال يعني حالته حالة سكينة ورضا مع الله في كل ما يرد عليه او يرد على الامة او يحصل حتى مسألة الحروب العالمية الحرب الاول والثاني والثالث ما يحصل ، انا اذكر استاذي المرحوم السيد الحداد يعني يتكلم في جماعة ويقول لهم بابا هاي من يصير الحرب العالمية هذي شي مقدر من الله سبحانه انتو مالكم كار تدخلوا ، ليش تدخلون بأمر الله سبحانه وتعالى اذا هو يريد يعني يريد مسير العالم يكون في هالمسير ، مسير الحروب مسير البليات مسير ايش طالع من ايدنا احنا ايش طالع من ايدنا ، وقت الحسين في مصرعه يقول إلهي رضاً برضاك لا معبود سواك تركت الخلق طراً في هواك وايتمت العيال لكي اراك فلو قطعتني بالحب ارباً لما حن الفؤاد الى سواك ، وطبعاً هذا حال العاشق ، العاشق هذا هيچي يحچي العاشق هو هيچي يكون راضي لما يرد عليه وهو من اوائل مسالك اهل الخصوص ، اذن خلصنا من التوكل والتفويض والوثوق والتسليم والصبر وقلنا كل هذه الحالات حالات للناس العوام للعموم ، من هذا راح ندخل في مقامات اهل الخصوص يعني للخواص مو لعوام الناس ، يعني صفات اهل الخصوص منها انهم اصحاب رضا لا يشتكون من أي شي ، ثم يقول اشقها على العامة اهونها على اهل الخصوص واشقها على عامة الناس مسألة الرضا ، ثم يقول وهو على ٣ درجات ، الدرجة الاولى للعامة الثانية للخاصة الثالثة خاص الخاص او انت عبر هيچي ، الدرجة الاولى المبتدئون والثانية المتوسطون والثالثة المنتهون هيچي تعبيرات تقدر تعبر ، عن درجات ومراحل الرضا ، اما الاولى رضا العامة فهو رضا بالله رباً بسخط عبادته ما دونه ، العامة هيچي رضاهم انهم يرضون ان يكون الله سبحانه وتعالى ربهم شلون يرضون بأن يكون الله ربهم ، لانهم هم يسخطون ان يعبدوا ما دون الله يعبدوا غير الله فعبادتهم حيث انها منحصرة في الله سبحانه وتعالى فإذن يرضون بالله ان يكون رباً لهم ، هذا قطب رحا الاسلام ، تدري هذي الحنطة والشعر يجيبوها بحجر الرحا ويدورون به وهذا الحنطة يطحنون قديماً ما كان هالمكان مال طحين وهذا بالبيت حتى الزهراء فاطمة سلام الله علیها ايضاً كان عندها بالبيت كان عندها حجر وبوسط الحجر حيجي حديدة وتدور بيها وجوه كله مثلاً حنطة او شعير وتدور الى ان يصير طحين وبعدين يعجنوه وكذا ويخبزوه خبز مو حيجي ، فيقولك الاسلام الى فذ حجر رحا وهذا بالوسط قطب يعني قطب يعني هذا الميل اللي يدور به المركزية المركزية ويقول  الرضا عند العامة يعتبر كهذا الميل مال حديد الحجر اللي يدورون به ويطلع منه طحين فهنا بالنسبة للإسلام المركزية للرضا بالله يعني المسلم ادا ما عنده سخط عن عبادته غير الله ما هو مسلم يعني انه مشرك غير مسلم فلهذا هو يطهر من الشرك الاكبر يعني لازم يطهر نفسه الشرك الاكبر يعني يجعل عبادة لغير الله في قلبه فهذا يكون يعني قد اشرك بالله سبحانه وتعالى لهذا ادا ان يرضا بالله فعليه ان يترك غير الله وهو يصح بثلاث شرائط ، الاول ان يكون الله احب الاشياء إلى العبد ادا تريد تحصل على رضا فلازم تقول اللهم إني أسالك احب الاشياء إليك ، احب الاشياء الى العبد هو الرضا و اولى الاشياء بالتعظيم يعني اذا تريد تعظم الله سبحانه في قلبك فعليك ان ترضى بما يرد عليك من جانب الحبيب فإذا لم ترضى فإذن انت بعد عندك شك في حكم الحبيب بعد عندك شك ، لهذا علينا ان نستبدل حالاً عندما ينزل علينا البلاء وايضاً قلنا بأن نعظم الله في قلبنا حتى لا يحصل أي خلل في ايماننا بالله سبحانه وايضاً احق الاشياء بالطاعة ، اذا اعتقدنا بأن الله هو احق ان نطيعه فإذن يجب ان ارضى بما هو يحب لنا او يرجح لنا او يحكم فينا فلانه هو ربنا المعبود هو المحبوب فالحبيب ، هل الحبيب يرضى لحبيبه او يجيب لحبيبه فذ شي يكون مثلاً منافي للمحبة منافي للعشق ، ما راح يسوي لك الله ترتيبات يكون مثلاً غير صالح الك حتى لو انت ما راح تفهم السر البلاء عليك ان ترضى حتى لو لم تعرف ، ليش لانه الذي قدر لك هذا البلاء هو اعلم بما يصلحك وما هو خير لك هو اعلم اذا كان اعلم فإذن علينا ان نرضى.
ذكرنا القسم الاول من اقسام الرضا وهو القسم الابتدائي للمبتدئين من عامة الناس
اما الخواص فلهم اقسام ، الرضا عن الله والرضا برضا الله
الدرجة الثانية الرضا عن الله عز وجل وبهذا الرضا نطقت آيات التنزيل وهو الرضا عنه في كل ما قضى ، الرضا عن الله يعني ان يرضى العبد بما قسم له الله من رزق ومن علم ومن جميع ما يخص الانسان حتى المسائل المعنوية والسلوكية ايضاً لها تقسيم وقسمة في علم الله سبحانه ، علينا ان نرضى وان لا نصرع ، هذا الرضا بالله مسألة مهمة من مسائل السالك ، انت ترى حتى في مسألة غيبة الامام المهدي عجل الله فرجه ، تقرأ في دعاء الغيبة ربي رضني بهذا الامر الخطير والعظيم بحيث لا ارى في نفسي تعجيل ما اخرت ولا تأخير ما عجلت يعني اكون راضياً بساعة الصفر والساعة التي اراد الله لوليه ان يظهر
إذن فعلينا ان نرضى برضائه وان كنه ندعو ونطلب من الله في ان يسرع فرج الامام وفي ظهور الامام الا انه علينا ان لا نرى في أنفسنا أي حالة من التعجيل اذا لم يرد الله سبحانه وتعالى لا لنا ولا لوليه ان يظهر ، فمسألة الرضا مسألة مهمة وهذه مسألة روحية ونفسية ، يعني انت اذا لم تعالج نفسك في ان تكون راضياً بما قسم الله لك ترى حالك قد يتأثر بما يظهر لك في حياتك من مصائب ومشاكل اما الراضي برضا الله فهو لا يرى لنفسه اي تأثر مما يظهر له من مصاعب في حياته بهذا الرضا نطقت آيات التنزيل كما هو قد ذكر في اول هذا الباب { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ..} النفس المطمئنة بما قسم الله له هو الذي يرضى برضا الله إذن علينا ان نحصل النفس المطمئنة وهي اعلى درجة في مراتب النفس ، هناك مراتب ، نفس امارة نفس لوامة نفس ملهمة نفس قدسية ونفس مطمئنة النفس المطمئنة هي التي ترضى بما قدر الله له وهو الرضا عنه في كل ما قضا ، الرضا عن الله يعني ان ترضى بما قضا الله لك وفي بعض النسخ في كل ما قدر له وهذا من اوائل مسالك اهل الخصوص ، الشيخ الانصاري قسم الرضا الى ٣ مراتب المرتبة الاولى رضا العامة المرتبة الثانية رضا الخاصة المرتبة الثالثة رضا خاص الخاصة الرضا الاخص اذن الدرجة الثانية من اقسام الرضا يعتبر درجة متوسطة لهذا يقول من اوائل مسالك اهل الخصوص ويصح بثلاث شرائط
باستواء الحالات عند العام
وبسقوط الخصومة مع الخلق
وبالخلاص من المسألة والالحاح
كيف يصح لنا ان نكون راضيين برضا الله وما قسم الله لنا وما قضا الله لنا
علامة هذا الرضا انه هل حصل في نفوسنا هذا المقام من الرضا او لا
علينا ان نمتحن انفسنا بهذه العلامات والاثار الثلاثة ، اذا وجدناها اذا وجدنا هذه الصفات الثلاثة في نفوسنا فعلينا ان نشكر الله بما حصل من رضا في نفوسنا
الشرط الاول او العلامة الاولى من حصول الرضا في نفسنا
استواء الحالات ، ان تستوي حالة القبض والبسط حالة الغنى والفقر حالة الصحة والمرض جميع الحالات التي تتحول وتتغير بالنسبة الى الانسان في هذه الحياة الدنيوية لابد ان يجرب وان يمتحن نفسه هل استوت الحالات من الشدة ومن الرخاء هل استوت الحالات او بعد او بعد نفسه تتأثر اذا حصل معضلة في حياته وفي اموره فهناك اشخاص لا يتغيرون انت انظر الى حالات السيد القاضي رضوان الله علیه كان متزوجاً بأربع زوجات وكان له اكثر من عشر اولاد هو كان مشغول بالتدريس وتربية التلامذة وفي محيط النجف الاشرف ومع قلة الوارد مع قلة الوارد هو لا تاجر لا كاسب حتى شهرية الحوزة كان مقطوعة اذن كيف كان يعيش السيد القاضي نقل عنه انه قال كان امتحاني وابتلائي من الله هو الفقر يروى عنه بأنه كان في الليل يذهب الى سوق الخضروات في النجف آخر الليل عندما يسدون الدكاكين والمحلات ياخد وياه كيس ويروح يجمع الخس المنبوذ يعني تعرف هذا صاحب المحل كان يبيع مثلاً الخس مو هيچي وكان الزوائد منه يدبه برا هيچي هو كان يروح يلملم هذه الخسات الا ما كان عموم توجه بنسبة له ، فلو كان متمكن ان يشتري من الخس ذلك الخس الجيد ، لماذا كان يذهب آخر الليل ويجمع مثل هذه الامور ، حتى يروى عنه بأنه اولاده كانوا يطلبون منه كان يأتون إليه ويطلبون منه المال وكذا ويقول ماعندي الآن ماعندي ايد خالي وما عندي هذا كان جوابه لأهله وعياله فالحاصل انه الانسان يرضى برضا الله سبحانه وتعالى والمثل الاعلى هو نبي الله ايوب ، صبر ايوب يضرب بالمثل اللهم ارزقنا صبر ايوب فتستوي الحالات عند الراضي برضا الله وايضاً من علامات الرضا سقوط الخصومة مع الخلق لا يتأثر بما يظهر من عباد الله من خلقه او من زوجته او من اولاده او من اقاربه ان مثلاً كدا يجون يوبخون يقولون بابا قوم روح افعل كدا ليش هيچي قاعد ليش هيچي وهو يقتنع بما يرى من قضاء الله وحكمه طبعاً الجهاد امام العيال امر واجب شرعي من تزوج فعليه ان يأمن نفقات الزوجة و الاولاد لكن كل شخص له موقعية في مثل هذا الموضوع فمن كان مشتغلاً بطلب العلم هناك روايات تقول رزق طالب العلم مكفول عند الله ومن اخلص في علمه دعي في ملكوت السماوات عظيماً ، يعني الملاك لما يجيبون اسم عالم على الارض يعني يعظموه عند الله،  على كل حال اذا اراد الله لعبده من حالات غير مأنوسة عند خلقه عنده عامة الناس ويختصمون معه لكنه لا يتأثر بهذه الخصومات ويسقط عنه في نفسه هذه الاعتراضات والخصومات من الخص ويكتفي برضا الله عنه هذه العلامة الثانية
الثالثة الخلاص من المسألة والالحاح ، ما المراد من المسألة والالحاح يعني يروح يسأل الناس يمد ايده للناس ويسأل الناس ويلح على الناس او المراد من المسألة والالحاح السؤال من ربه والالحاح في السؤال لربه لا لخلق ربه يعني هذا السالك الراضي بحكم الله هذا في نفسه وفي قلبه لا يرى أي خلل وأي سؤال وأي طلب لانه يعرف الله هو مسيطر عليه محيط به في جميع احواله وحركاته وسكناته ولم يخرج أي امر من اموره عن الدائرة الالهية لا يخرج عن امر الله سبحانه له علم بهذا الامر فإذا كان هو يعلم بعلم اليقين وعين اليقين وحق اليقين بأن كل اموره بيد الله سبحانه وتعالى إذن لماذا يسأل عن علمك بحالي كفى من سؤالي قد ورد في الادعية علمك بحالي كفى من سؤالي اذن يسقط الطلب عنده عندما يكون في هذه الحالة يسقط الطلب والالحاح والمسألة من الله سبحانه وتعالى ربما تسأل اذن لماذا هذه الادعية ولماذا هذا الطلب في الحاجات وكذا ائمتنا عليهم السلام في ادعيتهم وفي ارشادهم للناس كانوا يتكلمون بقدر عقولهم كلم الناس على قدر عقولهم فنعم السالك الابتدائي يحتاج الى ادعية والى طلب والى عشق والى الحاح والى سؤال مع الله سبحانه وتعالى اما الذي تدرب وتعلم وتربى في نفسه وقلبه مع الله سبحانه فهو لا يسأل لانه يعرف بأن هو اعلم بحاله ، والدرجة الثالثة فلا يرى العبد في لنفسه سخطاً ولا رضاً فيبعثه على ترك التحكم وحسم الاختيار واسقاط التمييز ولو ادخل النار ، ما رضا الله له في الدرجة الثالثة هو يرضى بما رضى الله له هذه المرتبة اعلى من المرتبتين السابقتين لانه لا يتحكم لا يرى في نفسه ارادة واختيار وايضاً لا يرى تمييزاً ان يكون في جنة الله او في نار الله حتى لو ادخل في النار يعني يرضى بما رضا سبحانه وتعالى له رضي الله عنهم ورضوا عنه كما في الآية الكريمة اذن فهو لا يميّز بين النار والجنة لا يميز اكوا فذ كلمة في المناجاة الشعبانية راح تقرأون هذي واردة في هذا الشهر الفضيل كلمة ياربي اني احبك ولو ادخلتني في النار، المحبة لا تزول من قلبي زين كانوا النبي يحطوه على الشجرة ويجروه بالجرار هذا بالنسبة للنبي زكريا عليه السلام الحسين الحسين يقول الهي رضا برضاك لا معبود سواك وتجي الخيول بحوافرها على صدره رضوا الظهر والصدر يعني الجسد كله مرضوض هو ينادي إلهي رضاً برضاك يعني لا يتوجه الى جسده الى… كذا اصلاً يروى عن شهداء عاشوراء كانوا لا يرون اثراً من ضرب السيوف والرماح لا يرون اثراً يعني شلون حاله اخواني تفكروا في هذه الحالة يعني العشق والمحبة اذا اشتد اذا اشتد الانسان يصل الى هذه المرتبة بحيث لا يتأثر بضرب السيف وضرب الرمح وهكذا على كل حال هذه المرتبة الثالثة هي اعلى مرتبة لانه عبدالله لا يرى لنفسه سخطاً ولا رضاً يعني لا يفرق بين السخط والرضا انت تشوف ناس اذا عرض عليهم امر من امور البلاء والشدة والمصاعب والمشكلات يتغير حاله يتغير حاله لكن هذا الراضي برضا الله لا يتغير فيبعثه على ترك التحكم اذا كان بهذه المرتبة من قوة الرضا فيترك التحكم يعني ما يتحكم على الله يقول بابا انت ربي شلون جبت لي هذا البلاء وشلون هذا المرض هذا واحد عندي تلمذ عندي خمس سنوات خمس سنوات تلمذ عندي موجود في ايران لا يزال في قيد الحياة فذ ليلة من الليالي جايب له جايب له حجر كبير يعني تقريباً كيلوين الحجر هذا جاي ودخل بالحسينية وضرب هاي الحجر بقصد ان يقتل الشيخ صالح بهذا الحجر والحجر لو كنت انا هناك كان كنت مصاب بن انا كنت طالع من الحسينية هسه اليوم اجتني خبر أن هذا الشخص اصلاً لا يصلي ويسب النبي والانبياء ويسبني ويسب كل السالكين ويسب كلشي هسه تعرف شلون لانه هذا الشخص ولد من بطن امه وفيه نقص في رجليه نقص نقص ناقص الخلقة وعالج وعالج ما عالج من الرجوع الى الاطباء زين عمره ثلاثين سنة واتزوج وزوجته ما رادت ان انته معلول وانت كدا وما قدر  ويشوف كل هذا البلاء من استاذه يقول انته انت السبب اني طلقت زوجتي انت السبب في هذه المصيبة في كدا كدا كدا كله الآن صاير فذ عدو عدو في اشد العداوة وهو تلميذي خمس سنوات بالله عليكم هذا وعندي شخص ثاني هو ايضاً مبتلى بمرض شديد مرض في آلته التناسلية يعني صعب الواحد يبتلى بآلته الجنسية من سنوات وعالج وما عالج وما يقدر يتزوج ومع ذلك ما فارقني وما يشتكي كم فارق بين هذا الرجل وذاك الرجل على كل حال علينا ان نتوجه الى الله سبحانه في ان يرزقنا اولاً ترك التحكم وثانياً حسن الاختيار يعني اللهم اغنني كما قال الحسين عليه السلام اللهم اغنني بتدبيرك عن تدبيري وباختيارك عن اختياري هذا هو مقام حسم الاختيار و ان لا يرى لنفسه أي ارادة أي اختيار طبعاً هذا مو جبر جبر الاشاعرة لانه تعرف المعتزلة يقولون بالتفويض الاشاعرة يقولون بالجبر الشيعة يقولون بالامر بين الامرين كما قال الصادق عليه السلام لا جبر ولا تفويض بل امر بين امرين لكن انا اسألكم جبر الاشاعرة هل هو الجبر العرفاني هل هو حسم الاختيار من النفس ام الجبر الذي يقولون به الاشاعرة يختلف جداً هم من اول الامر يعتبرون ان الانسان ليس له أي اختيار لكن احنا شنو نقول احنا نقول السالك في سلوكه الطريقي والنفساني بعد المجاهدات وبعد طي المراحل والمراتب يصل الى مرتبة بحيث لا يرى نفسه امام الله أي ارادة وأي اختيار ويرجح ما قسم الله له زين هذا هذا وين هذا جبر عرفاني يا اخوة هذا جبر عرفاني افهموه افهموا هذا المعنى هذا فرق بين هذا الجبر العرفاني والجبر الذي يقول به الاشاعرة ولهذا الشيخ الانصاري يقول من علائم رضا الله حسم الاختيار ومن علائم رضا الله اسقاط التمييز ولو ادخل النار اذن علينا ان نفهم هذه المعاني العرفانية الظريفة والدقيقة والعميقة علينا ان نفهمها جيداً لنكون على بصيرة من امرنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تمهید لتدریس منازل السائرین آیة الله محمدصالح الکمیلی الخراسانی

جدول المحتويات