ان استفادة السالك من مطالعة الكتب العرفانية المؤلفة علي المنهج الصحيح، أو الغير الصحيح و اخص من وصل الي درجة التمييز بين السقيم و الصحيح سيما عند فقدان الأستاذ الموجه أو بعده عنه مع غلبة الحال و تكدر القلب، لهي كثيرة.
منها تقوية القلب و تثبيت الفؤاد و تنوير الروح ليزداد صبرا و عزما. قال الله سبحانه:(و كلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فوادك)
و منها أن كلماتهم و بيان أحوالهم مما يزيد محبة السالك بالاولياء والصلحاء، و به يترقي في مراتب الباطن.
و قد قال بعضهم:«لا قرابة أقرب من المودة و لا بعد أبعد من العداوة» و قيل:«المودة احدي القرابتين»
و قال مولانا الامام الصادق(علیه السلام):
«مودة يوم صلة، و مودة شهر قرابة، و مودة سنة رحم ماسة من قطعها قطعه الله.
و منها أنها توجب الاستمداد الروحي من باطن أنفاسهم و أقوالهم و أرواحهم و حكاياتهم، فتنحل العقد، و تتحقق التسلية الروحية مقابل ما يحصل من ابتلاء و شدائد في طريق السير و السلوك، فان المؤمن مرآة المؤمن، قال الجنيد:«حكايات المشايخ جند من جنود الله تعالي للقلوب».
و ليحذر حذرا شديدا من العمل بما ورد في مثل هذه الكتب من الأذكار و الأوراد الا بعد مشورة أستاذه لأنها توجب تشويش الخاطر، و اضطراب الأحوال، كما أن نسخة الطبيب تؤخذ من يده لا من كتب الطب.