الأستاذ الأخلاقي العام اذا تعدد لايضر بحال السالك سيما في أول سلوكه فانه لابد له قبل أن يدخل في منازل العرفان العملي أن يمضي دورة كاملة في علم الأخلاق مثل موسوعة «جامع السعادات» للعلامة النراقي رضوان الله عليه، يدرسها بدقة و امعان و يطبّقها علي نفسه تطبيقا عمليا كاملا ثم يدخل في ميادين العرفان و هنا لو أراد أن يفهمها في باديء الأمر نظريا فلا يضره لو حضر دروسا في المعارف الحكمية و الفلسفية و ذلك مثل كتاب «بداية الحكمة و نهاية الحكمة» للعلامة الطباطبايي و «المنظومة» لملا هادي السبزواري و «الأسفار الأربعة» لملاصدرا الشيرازي أو ما شابهها.
نعم لو تيقن السالك بدخوله في العرفان العملي و السير و السلوك الروحي، فلا محيص عن أستاذ كامل يطمئن اليه و نسميه «بالأستاذ الخاص».
ويجب أن يفحص عنه ويطلبه من الله في دعواته، وقبل الوصول يعمل بما ذكرنا، في المطلب السادس عشر و لو وفق لمثل هذا الأستاذ فعليه أن يقف عليه و يلتزم بتوجيهاته و ارشاداته، لأن تعدد الأساتذة في العرفان العملي يضر بحال السالك و يخسر عمره و وقته، و لا يصل الي نتيجة مثمرة و هكذا يكون حاله لو أراد أن يأخذ بكل ما ورد من تعاليم و توصيات و أوراد و أذكار في كتب مطبوعة و منتشرة و لو كانت عرفانية و معتبرة، و أحذر الذين يأخذون و يعملون بالطلسمات والختومات و الحجب و الأدعية من كتب لا سند لها و مؤلفوها و رواتها غير معتبرين بل يجب اتلاف مثل هذه الكتب لأنها توجب النقمة و البلاء و تضر بالتوكل و الايمان و يدخل النفس في ظلمات يصعب الخروج منها.
المطالب السلوکیه(المطلب الرابع)ص23