بِّسمَ أّلَلَهِ أّلَرحٌمَنِ أّلَرحٌيِّمَ
( القسم الثاني من منزل التوبة )
الدرس الثاني من دروس باب التوبة :
بسم الله الرحمن الرحيم وصل الله على محمد واله الطاهرين
قال الخواجة عبد الله الأنصاري في موضوع باب التوبة عندما يعدد مقالب التوبة فيذكر اولاً : شروط التوبة ثم حقيقة التوبة ثم أسرار التوبة ثم لطائف التوبة ثم الدرجات الثلاثة للتوبة فنحن في هذا الدرس نذكر أسرار حقيقة التوبة يقول سرائر حقيقة التوبة ثلاثة أشياء تميز ألتقية من العزة ونسيان الجناية والتوبة من التوبة للتوبة شروط وحقائق وسرائر ألسرائر بمعنى الأسرار التي يجب أن نتفهمها في حقيقة التوبة يقول هاذه الأسرار ثلاثة أشياء الأول : تميز التقية من العزة التقية في هذه الجملة ليست بالمعنى المعروف بمعنى أن نتقي الأعداء وأن نحفظ أنفسنا من شر الأعداء التقية ديني ودين آبائي ليس كلمة التقية في هذه الجملة بالمعنى المعروف إنما التقية هنا بالمعنى التقوى بمعنى يجب على السالك أن يميز بين التقوى وبين العزة العزة بمعنى إنسان يعتز بنفسه ويغتر ويعجب بنفسه في أعماله وأفكارله يجب أن يفرق بين ماهو من التقوى أو ماهو من الاعجاب بنفسه لأنه قد يشتبه الأنسان في معرفة مايفعله هل هذا واقعاً من النوع المعنوي الخالص لله أو إنّه من نوع الاعجاب فلا بد أن العبد السالك أن يفرق ولا يلتبس عليه الأمران كيف يميز ويفرق عندما يسير بالسير الباطني والمعنوي ويخالف نفسه في أهوائه ويمضي في طريق الاخلاص فهو عندما يمشي في هذا السير الالهي والمعنوي والباطني الله سبحانه وتعالى يعينه بحيث أنه يتمكن من أن يعرف ماهو من خصائص نفسه الامارة أو ماهو من خصائص الفضيلة والتقوى ثم يقول الخواجة الأمر الثاني في أسرار التوبة نسيان الجناية قلنا سابقاً الجناية بمعنى المعاصي التي تصدر من الأنسان كما تقول في دعاء كميل ونفسي بجنايتها بمعنى النفس تجني وتعصي الله سبحانه وتعالى فكل معصية جناية يرتكبها من أسرار التوبة أن ينسى العبد مافعله سابقاً من ذنوب ومعاصي هنا يرد السؤال وهو أن التائب كيف يعصي ذنبه كيف ينسى ذنبه التائب يفتقر الى أن يستذكر مافعلهُ سابقاً من معاصي حتى يتوب منها ويتضرع الى الله بالبكاء والأستغفار حتى تتطهر نفسه من أثار الذنوب التي أرتكبها وهنا الخاجه يقول نسيان الجناية بمعنى أن تنسى ذنوبك كيف يصح نسيان الذنوب مع التوبة الحقيقة الجواب لهاذا السؤال هو ؛ أن نسيان الجناية ليس في المرتبه الأولى من مراتب التوبة المراتب الأولية من التوبة العبد يحتاج الى أن يمثل ذنوبه امام عينه ويتضرع الى الله بطلب المغفرة لكن عندما يستمر في مراتب التوبة وينتقل من مرتبه الى مرتبه أعلى في المرتبه العالية من مراتب التوبة العبد التائب يستائنس بذكر الله بمعنى قلبه يعشق الله سبحانه وتعالى فاذا أستحضر الحبيب في قلبه وأستأنس بذكره أذا اراد أن يتذكر حينما يستأنس بالحبيب يتذكر مافعلّه مخالفاً لمحبته هنا المحبة لا تصفىُ متى تصفىُ المحبة الالهية عندما تختلي بالله بمعنى يحصل لك خلوة روحية مع الله وتعشق الحبيب عشقاً بحيث تراه في قلبك عندما تراه في قلبك الحبيب هنا العشق والمحبة يقتضي أن لاتذكر ماخلفتهُ سابقاً لأن هاذا الأنس وهاذا العشق في ذكرك للذنوب هاذا العشق لا يصفىُ بمعنى الخلوه مع الحبيب يقتضي أنك تكون عند حبيبك وذكر المعصية يبعدك عن ذكر الحبيب لهذا الخواجة يقول من أسرار حقائق التوبة أنك تنسى واضيف على كلامي هاذا ماورد في بعض الأدعية قوله الهي لا تذكرني بخطيئتي قلنا أن ذكر الخطايا في حال الخلوة مع الحبيب يؤثر على صفاء الحب والعشق ثم يقول الأمر الثالث التوبة من التوبة أبداً كلمة أبد بمعنى في جميع الأزمان والاحوال يجب لا ينسى التائب ويستذكر في نفسه أن التوبة التي أشتغل بها طيلة أزمان وأيام هذه التوبة ليست هيه التوبة العالية المطلوبة بمعنى أذا تذكر العبد بأنه هو بنفسه قد تاب من ذنوبه وليس من توفقيق ربه هاذه الأنانية في التوبة يعتبر ذنب عند المخلصون المخلص لله لا يرى توبته لا يرى عبادته لا يرى أعماله بل يرى الله سبحانه وتعالى يرى لطفه وعونه في احواله فلهاذا من أسرار التوبة أنك عندما تتضرع وتستغفر وتبكي على ذنوبك وتتوب الى الله سبحانه وتعالى في هاذه المرحلة من التوبة يجب ايضاً أن تتوب من هاذه التوبة بمعنى ألا ترى هاذه التوبة هي توبه عالية ومقبولة عند الله فاذا لم ترى هذه التوبة بالمعنى العالي تسعى في أن تستمر في التوبة روحياً والتوبة أنابه الى الله والتوسل بالله سبحانه فمن يريد ألا يتوسل به وألّا يتقرب اليه فمقتضى التقرب لله سبحانه أنك تستمر في التقرب بي ألّا ترى بما فعلته شيئا أمام الله وفي محضرة سبحانه لهاذا يقول من أسرار التوبه أن لا ترى مافعلته من توبة شيئاً مهماً وأن تتوب من هذه التوبة لترتقي الى توبة أعلى ثم يقول أن التائب داخل في الجميع من قوله تعالى( وتوبُوا الى الله جميعاً )
وحلمه في أمهال راكبه بمعنى لو الله لن يحلم ولم يعطيك مهلة أنك ترتكب ذنبا وأنّ الله سبحانه وتعالى عجل في عقوبتك فوراً فأنت لم تتمكن أن تذنب أي ذنب من الذنوب فهنا تعرف من ارتكابك الذنب حلم الله وأيضا كرم الله في قبول العذر منه العاصي يعتذر الى الله ثم يشعر بكرم الله في قبول العذر منه وأيضاً تعرف فضله في مغفرته أذا لم يصدر أي ذنب من العباد ومن الناس كيف تتحقق غفرانية الله كرام الله حلم الله بر الله عزة الله كل هذه الأمور تتحقق عندما تحصل ذنوب ثم يأتي العبد ويتضرع لله عند ذلك تظهر هذه الصفات والثاني ليقيم على العبد حجة حجة عدله فيعاقبه على ذنبه بحجته من أسرار الذنب واللطيفة الخفية في أنك ترتكب ذنباً ثم تتوب الى الله أن الله سبحانه وتعالى عادل ومن عدله أنه خلق جهنم وجنة فالعصاة الطغاة يدخلون جهنم والمؤمنون يدخلون الجنة وهذا دليل عد ل الله فالعبد اذا لم يرتكب ذنباً كيف يحتج عليه الله يوم القيامة فلا بد من أن تحصل هناك ذنوب حتى الله سبحانه وتعالى يقيم الحجة على المذنبين ليقيم على العبد حجة عدله فيعاقبه على ذنبه بحجته بمعنى يصبح حجة لله أنك ياعبدي لماذا أذنبت في الدنيا وكان بأمكانك أ لاتذنب بمعنى نحن في كلامنا السابق شرحنا أن هذه المطالب التي ذكرناها ليست هي مخالفة لأرادة الأنسان واختياره كل مابيناه لا ينافي أرادة الأنسان بمعنى أنّ الله صاحب أرادة وقضاء والعبد أيضا صاحب ارادة أرادة العبد في طول أرادة الله وليس في عرض ارادة الله بمعنى الله هو المحيط بإرادته ومشيئته على أراداة العباد والناس فا لله سبحانه وتعالى وأن كان له من باب المثال كان له ارادة في أن ترتكب ذنباً وسبق في علمه أنك تذنب لكن هذا لم يكن مانعاً من أ لاتذنب بمعنى لا يسلب منك الأرادة بحيث لا يسلب الارادة أنت بأرادتك تذنب ذنباً وهناك أفراد لا يذنبون ما أذنبته انت إذن صاحب ارادة وتذنب وعندما تذنب هذا الذنب يصبح حجة على أن الله سبحانه وتعالى في ما بعد ممكن أن يعاقبك على هذه الذنوب وتحصل الحجة لله في عدله أن يعاقبك يوم القيامة فا الخواجه هنا وفي كلامه مطالب عميقه ترجع الى التفويض والأختيار كما قال الأمام الصادق ( ع ) ( لا جبر ولا تفويض بل هو أمر بين الأمرين ) ولهذا المطلب شروح وتوضيحات كثيرة نقتصر على ماذكرناه.
وِأّلَحٌمَدِلَلَهِ ربِ أّلَعٌأّلَمَيِّنِ وِصٌلَ أّلَلَهِ عٌلَى مَحٌمَدِ وِأّلَهِ أّلَطّأّهِريِّنِ