قال أحدهم ان الهدف هو معرفة النفس بتدريج المراتب أي بالخروج من عالم المادة و الحسيات الي عالم المثال و منه الي عالم الشهود و الحقيقة، و يمكن ذلك عن طريق التفكر المنظم، حيث أن المبتدي يستعمل فكره أولا في الموت و عقباته الي أن يصير مستعدا للانتقال الي العالم الثاني و هو عالم البرزخ و المثال و هنا في هذه المرحلة يفكر في حقيقة نفسه، و يجمع كل تفكيره في أمر باطنه، و يجب أن يعلم بأن الهدف المنشود ليس بخارج منه، و هذا يحتاج الي تذكر و تفكر مستمر الي حد الحصول علي الملكة.
و عندئذ يدرك أنه كان يعيش في عالم الأوهام و الاعتبارات و منه ينتقل الي التفكر المستمر في محو الصور و الموهومات و ان غير الله كل ما كان فهو عدم لا أصل له في الوجود المطلق و بمزاولة مثل هذا التفكر يصل الي حد الملكة، فينكشف له حقيقة الأشياء و حقيقة نفسه، و ينتقل من العلمية الي العينية و عنده ينادي: ليس في الدار غيره ديار.
المطالب السلوكية(المطلب الثالث)ص20